للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٧١٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}، قال: كان يشتكي عِرْق النَّسا؛ فحَرَّم العروق (١). (ز)

١٣٧٢٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- في الآية، قال: حَرَّم على نفسه لحوم الأنعام (٢). (٣/ ٦٦٨)

١٣٧٢١ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}: إسرائيل هو يعقوب، أخذه عِرْق النَّسا، فكان لا يثبت الليل من وجعه، وكان لا يؤذيه بالنهار، فحلف لئن شفاه الله لا يأكل عِرْقًا أبدًا، وذلك قبل نزول التوراة على موسى، فسأل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - اليهودَ: «ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه؟». فقالوا: نزلت التوراة بتحريم الذي حَرَّم إسرائيل. فقال الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} إلى قوله: {فأولئك هم الظالمون}. وكذبوا وافتروا، لم تنزل التوراة بذلك (٣). [١٢٩٥] (ز)


[١٢٩٥] وجَّه ابن جرير (٥/ ٥٧٩) معنى الآية على قول الضحاك، فقال: «وتأويل الآية على هذا القول: كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل من قبل أن تنزل التوراة وبعد نزولها، إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، بمعنى: لكن إسرائيل حرم على نفسه من قبل أن تنزل التوراة بعض ذلك، وكأن الضحاك وجَّه قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} إلى الاستثناء الذي يسميه النحويون: الاستثناء المنقطع».
وقد انتقد ابن عطية (٢/ ٢٨٥) توجيهَ ابن جرير لقول الضحاك بقوله: «وحمل الطبري قول الضحاك إن معناه: لكن إسرائيل حرم على نفسه خاصة، ولم يحرم الله على بني إسرائيل في توراة ولا غيرها. وهذا تحميل يَرُدُّ عليه قوله تعالى: {حرمنا عليهم} [الأنعام: ١٤٦]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «حُرِّمت عليهم الشحوم»، إلى غير ذلك من الشواهد».
ووجّه ابن عطية (٢/ ٢٨٥ بتصرف) قول الضحاك مستندًا للغة، فقال: «وكلام الضحاك متخرج على أن يجعل {كان} لا تخص الماضي من الزمان، بل تكون بمنزلة التي في قولك: وكان الله غفورًا رحيمًا. والمعنى: إلا ما حرم إسرائيل على نفسه فحُرِّم عليهم في التوراة، لا هذه الزوائد التي افتروها».

<<  <  ج: ص:  >  >>