للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - عدم استفراغ علمه للتفسير كما كان مجاهد وعكرمة ومقاتل بن سليمان، بل كان -رحمه اللَّه- مشاركًا في القراءات والفقه والحديث رأسًا في كل منها. لذا وصفه الذهبي بأنه، "الإمام، الحافظ، المقرئ، المفسر" (١).

٢ - كثرة اشتغاله برواية تفسير شيخه ابن عباس، وهذا بخلاف مجاهد رحمه اللَّه.

٣ - دخوله في فتنة ابن الأشعث الذي خرج على الحجاج بن يوسف عام ٨٢ هـ، ثم بعد انكسارهم ظل سعيد متخفيًا من الحجاج متواريًا عنه، ومتنقلًا في مختلف البلاد قال الذهبي: "خرَج مع ابن الأشعَث على الحجَّاج، ثُمَّ إنَّه اختَفَى وتَنَقَل في النَّوَاحِي اثنَتَيْ عَشْرة سنةً" (٢). ولا شك أن لذلك تأثيرًا كبيرًا في قلة تصديه لنشر العلم والتصدر للناس.

٤ - قِصر عمره مقارنة بأقرانه من تلاميذ ابن عباس، حيث قبض الحجاج عليه وقتله صبرًا وظلمًا عام ٩٥ هـ (٣).

٥ - عدم وجود تلاميذ اختصوا بنقل آثاره ورواياتها، وإن كان عطاء بن السائب من أكثرهم، لكن لا تبلغ عنايته بمرويات شيخه كعناية ابن أبي نجيح بتفسير مجاهد، أو سعيد بن أبي عروبة بتفسير قتادة، واللَّه أعلم.


(١) سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٢٣. وينظر في ترجمته: تهذيب الكمال ١٠/ ٣٦٤، تاريخ الإسلام ٢/ ١١٠٠.
(٢) تاريخ الإسلام ٢/ ١١٠١.
(٣) اشتهر أن عُمر سعيد حين قتل كان ٤٩ عامًا -ينظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٢٧٥، وغيرها- ولكن هذا أمر مستبعد! لأنه على هذا القول سيكون مولده عام ٤٦ هـ، وسيكون عمره عند وفاة ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) ٢٢ سنة! فأين طول ملازمته لابن عباس وكثرة ترحله إليه وإفتاؤه بين يديه، وتوجيه ابن عباس الناس لسؤاله في مثل هذه السن؟ ! ! أيضًا على هذه السن إذا ما قورن سعيد بأصحاب ابن عباس الآخرين يكون أصغر منهم بما يقارب العقدين! فكيف يُقرن بهم؛ وهو دونهم بكثير! ! ومن هنا لما ذكر الذهبي هذا القول ردَّه فقال: ". . . ومن زعم أنه عاش تسعًا وأربعين سنة لم يصنع شيئًا، وقد مر قوله لابنه: ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين. فعلى هذا يكون مولده في خلافة أبي الحسن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-. ينظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٤١، تاريخ الإسلام ٢/ ١١٠٢؛ أي: أنه ولد في حدود عام ٣٨ هـ، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>