للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتَّقِ الله، لا توصِ، أمسِك على ولدك. ولو كان الذي يوصي له أولادَهم لأَحَبُّوا أن يُوصِي لهم (١). (ز)

١٦٤٦٥ - عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبانِيِّ، قال: كنا بالقسطنطينية أيام مسلمة بن عبد الملك، وفينا ابن محيريز، وابن الديلمي، وهانئ بن كلثوم، فجعلنا نتذاكر ما يكون في آخر الزمان، فضِقْتُ ذرعًا بما سمعتُ، فقلتُ لابن الديلمي: يا أبا بشر، يَوَدُّني أنّه لا يُولَد لي ولدٌ أبدًا. فضرب بيده على مَنكِبِي، وقال: يا ابن أخي، لا تفعل؛ فإنّه ليست مِن نَسْمَةٍ كتب الله لها تخرج مِن صلب رجل إلا وهي خارجةٌ إن شاء، وإن أبى. قال: ألا أدُلُّك على أمرٍ إن أنت أدركتَه نَجّاك الله منه، وإن تركت ولدك مِن بعدك حفظهم الله فيك؟ قلتُ: بلى. فتلا عَلَيَّ هذه الآية: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا} الآية (٢). (٤/ ٢٥٠)

١٦٤٦٦ - عن مِقْسَم بن بجرة -من طريق حبيب بن أبي ثابت- قال: هم الذين يقولون: اتَّقِ اللهَ، وأَمْسِكْ عليك مالَك. فلو كان ذا قرابة لهم لَأَحَبُّوا أن يُوصِي لهم (٣). (ز)

١٦٤٦٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في الآية، قال: كان الرجل إذا حضر يُقال له: أوْصِ لفلان، أوْصِ لفلان، وافعل كذا، وافعل كذا. حتى يَضُرَّ ذلك بورثته؛ فقال الله: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم}. قال: لينظروا لورثة هذا كما ينظر أحدكم لورثة نفسه، فلْيَتَّقُوا اللهَ، وليأمروه بالعدل والحقِّ (٤). (٤/ ٢٤٩)

١٦٤٦٨ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا} الآية، يقول: إذا حضر أحدُكم مَن حضره الموتُ عند وصيته؛ فلا يَقُل: أعْتِقْ مِن مالِك، وتَصَدَّق. فيفرق ماله، ويدَع أهله عُيَّلًا (٥)، ولكن مُرُوه فليكتب ما لَه مِن دينٍ، وما عليه، ويجعل مِن ماله لذوي قرابته خُمُسَ مالِه،


(١) تفسير الثوري ص ٩٠.
(٢) أخرجه ابن جرير ٦/ ٤٥٢.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ١/ ١٥٠، وابن جرير ٦/ ٤٥٠.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور (٥٨٤ - تفسير)، وآدم -كما في تفسير مجاهد ص ٢٦٨ - ، وابن جرير ٦/ ٤٤٩ بنحوه، وابن المنذر ٢/ ٥٨٥ من طريق ابن جريج بنحوه، والبيهقي ٦/ ٢٧١. وفي تفسير مجاهد آخر الأثر: {وليقولوا قولا سديدا} يعني: عدلًا. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/ ٨٧٧.
(٥) عُيَّلا: جمع عائل، وهو الفقير المحتاج. القاموس (عيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>