للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للعجوز: ابغي لي أحسن امرأة في البلد؛ أُصِيبُ منها، وأعطيها. فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة -وهي أحسن جارية في البلد-، فدعتها إلى الرجل، وقالت: تصيبين منه معروفًا. فأبت عليها، وقالت: إنّه قد كان ذاك مني فيما مضى، فأما اليوم فقد بدا لي أن لا أفعل. فرجعت إلى الرجل، فأخبرته، فقال: فاخطبيها لي. فخطبها، وتزوجها، فأُعجِب بها، فلما أنس إليها حدثها حديثه، فقالت: واللهِ، لَئِن كُنتَ صادقًا لقد حدثتني أمي حديثك، وإنِّي لتلك الجارية. قال: أنتِ؟! قالت: أنا. قال: واللهِ، لَئِن كُنتِ أنت إنّ بكِ لَعلامةٌ لا تخفى. فكشف بطنها، فإذا هو بأثر السكين، فقال: صَدَقَنِي -واللهِ- الرجلان، واللهِ، لقد زنيتِ بمائة، وإنِّي أنا الأجير وقد تزوجتك، ولتكونَنَّ الثالثة، ولَيكونَنَّ موتُكِ بعنكبوت. فقالت: واللهِ، لقد كان ذاك مني، ولكن لا أدري مائة أو أقل أو أكثر. فقال: واللهِ، ما نقص واحدًا، ولا زاد واحدًا. ثم انطلق إلى ناحية القرية، فبنى فيه مخافة العنكبوت، فلبث ما شاء الله أن يلبث، حتى إذا جاء الأجل ذهب ينظر، فإذا هو بعنكبوت في سقف البيت، وهي إلى جانبه، فقال: واللهِ، إني لأرى العنكبوت في سقف البيت. فقالت: هذه التي تزعمون أنها تقتلني، واللهِ، لأقتلنها قبل أن تقتلني. فقام الرجل، فزاولها، وألقاها، فقالت: واللهِ، لا يقتلها أحد غيري. فوضعت أصبعها عليها، فَشَدَخَتْها (١)، فطار السم حتى وقع بين الظفر واللحم، فاسوَدَّت رجلها، فماتت. وأنزل الله على نبيه حين بعث: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} (٢). (٤/ ٥٤١ - ٥٤٢)

١٩١١٦ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- {ولو كنتم في بروج مشيدة}، قال: حَصِينة (٣). (ز)

١٩١١٧ - وعن أبي مالك غزوان الغفاري، نحو ذلك (٤). (ز)

١٩١١٨ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق هلال بن خباب- {في بروج مشيدة}، قال: المُجَصَّصة (٥). (٤/ ٥٤٠)

١٩١١٩ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {ولو كنتم في بروج مشيدة}، يقول:


(١) الشدخ: كسرك الشيء الأجوف كالرأس. النهاية (شدخ).
(٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٢٣٥، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٠٧، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٨٨ - ٢٨٩.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ١٠٠٨.
(٤) علَّقه ابن أبي حاتم ٣/ ١٠٠٨.
(٥) أخرجه ابن المنذر (٢٠١٧)، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>