ورَجَّح ابنُ جرير (٧/ ٦٥٨ - ٦٥٩) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وقال: «لأنّ الذين شهدوا عيسى مِن الحواريين لو كانوا في حال ما رُفِع عيسى، وأُلْقِي شِبْهه على مَن أُلْقِي عليه شِبْهُه، كانوا قد عاينوا عيسى وهو يُرفَع مِن بينهم، وأثبتوا الذي أُلْقِي عليه شِبْهُه، وعاينوه متحوِّلًا في صورته بعد الذي كان به مِن صورة نفسه بمَحْضَرٍ منهم؛ لم يَخْفَ ذلك من أمْرِ عيسى، وأَمْرِ من أُلْقِي عليه شبهه عليهم، مع معاينتهم ذلك كلَّه، ولم يلتبس ولم يُشْكِل عليهم، وإن أشْكَل على غيرهم من أعدائهم من اليهود أنّ المقتول والمصلوب كان غير عيسى، وأنّ عيسى رُفِع من بينهم حيًّا. وكيف يجوز أن يكون كان أشْكَل ذلك عليهم وقد سَمِعوا من عيسى مقالتَه: مَن يُلْقى عليه شبهي، ويكون رفيقي في الجنة؟ إن كان قال لهم ذلك، وسَمعوا جواب مجيبه منهم: أنا. وعاينوا تحوَّل المجيب في صورة عيسى بعَقِب جوابه؟!».