للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٠٠٠ - عن أبي هريرة، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأنبياء إخوة لعَلّاتٍ، أُمَّهاتُهُم شتّى ودينهم واحد، وإنِّي أوْلى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنّه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنّه خليفتي على أُمَّتي، وإنّه نازِلٌ، فإذا رأيتموه فاعْرِفوه؛ رجل مربُوع، إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان مُمَصَّران، كأنّ رأسه يقطر وإن لم يُصِبه بلَلٌ، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويُهْلِك اللهُ في زمانه المللَ كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأَمَنَةُ على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنِّمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان بالحيّات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون، ويدفنونه» (١). (٥/ ١١٢)

٢١٠٠١ - عن أبي أمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان أكثر خطبته حديثًا حَدَّثَناهُ عن الدجال، وحذَّرَناهُ، فكان مِن قوله أن قال: «إنّه لم تكن فتنة في الأرض مُنذُ ذَرَأ الله ذُرِّيَّة آدم أعظمَ مِن فتنة الدجال، وإنّ الله لم يبعث نبيا إلا حذَّر مِن الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارِجٌ فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حَجِيجٌ لكل مسلم، وإن يخرج مِن بعدي فكُلٌّ حَجِيجُ نفسه، واللهُ خليفتي على كُلِّ مسلم. وإنّه يخرج مِن خَلَّةٍ (٢) بين الشام والعراق، فيَعِيث يمينًا، ويَعِيث شمالًا. يا عباد الله، فاثبتوا، وإنِّي سأصِفُه لكم صِفَةً لم يَصِفْها إيّاه نبي قَبْلِي، إنّه يبدأ فيقول: أنا نبي. ولا نبي بعدي، ثم يُثَنِّي فيقول: أنا ربُّكم. ولا ترون ربَّكم حتى تموتوا، وإنّه أعور، وإنّ ربكم - عز وجل - ليس بأعور، وإنّه مكتوب بين عينيه: كافر. يقرؤه كل مؤمن؛ كاتب وغير كاتب. وإنّ من فتنته أنّ معه جنة ونارًا، فناره جنة،


(١) أخرجه أحمد ١٥/ ١٥٣ - ١٥٤ (٩٢٧٠)، ١٥/ ٣٩٨ - ٣٩٩ (٩٦٣٢ - ٩٦٣٤)، وأبو داود ٦/ ٣٧٨ (٤٣٢٤)، وابن حبان ١٥/ ٢٢٥ - ٢٢٦ (٦٨١٤)، و ١٥/ ٢٣٣ (٦٨٢١)، والحاكم ٢/ ٦٥١ (٤١٦٣)، وابن جرير ٥/ ٤٥١ - ٤٥٢، ٧/ ٦٧٤. وأورده الثعلبي ٣/ ٨٢. وأصله في صحيح البخاري ٤/ ١٦٧ (٣٤٤٣)، وصحيح مسلم ٤/ ١٨٣٧ (٢٣٦٥) مختصرًا.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن حجر في الفتح ٦/ ٤٩٣: «بإسناد صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٥/ ٢١٤ (٢١٨٢) بعد أن ذكره عن أحمد وغيره: «وهذا إسناد صحيح، كما قال الحافظ في الفتح، وهو على شرط مسلم».
(٢) من خلة بين الشام والعراق، أي: في طريق بينهما. النهاية (خلل).

<<  <  ج: ص:  >  >>