للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٨٨٥ - عن جابر بن عبد الله: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل منزلًا، فتفرق الناس في العِضاه (١)، يَسْتَظِلُّون تحتها، فعَلَّق النبي - صلى الله عليه وسلم - سلاحه بشجرة، فجاء أعرابيٌّ إلى سيفه، فأخذه، فسلَّه، ثم أقبل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مَن يمنعك مِنِّي؟! قال: «الله». قال الأعرابي مرتين أو ثلاثًا: مَن يمنعك مِنِّي؟! والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الله». فشامَ (٢) الأعرابيُّ السيفَ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه، فأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لَم يُعاقِبْه. قال مَعْمَر: وكان قتادة يذكر نحو هذا، ويذكر: أنّ قومًا من العرب أرادوا أن يَفْتِكوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلوا هذا الأعرابي، ويتأول: {اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم} الآية (٣). (٥/ ٢١٩)

٢١٨٨٦ - عن جابر، قال: قاتَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحارِب خَصَفة (٤) بنَخْل (٥)، فرَأَوْا من المسلمين غِرَّة، فجاء رجل منهم يقال له: غَوْرَث بن الحارث، حتى قام على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف، وقال: مَن يَمْنَعُك مِنِّي؟! قال: «الله». فوقع السيف مِن يده، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «من يمنعك؟» قال: كُن خير آخِذ. قال: «تشهد أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله». قال: أُعاهِدُك ألّا أُقاتِلَك، ولا أكونَ مع قوم يقاتلونك. فخَلّى سبيلَه، فجاء إلى قومه، فقال: جئتُكم من عندِ خير الناس. فلما حَضَرَت الصلاةُ صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فكان الناسُ طائفتين: طائفة بإزاء العدو، وطائفة تصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصَلّى بالذين معه ركعتين، فانصرفوا، فكان موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، فكانت للناس ركعتين ركعتين، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات (٦). (٥/ ٢٢٠)


(١) العضاه: كل شجر عظيم له شوك، الواحدة: عِضة، بالتاء، وقيل: عضاهة. النهاية (عضه).
(٢) شام السيف شيمًا: سلَّه وأغمده، وهو من الأضداد، لسان العرب (شيم). وهو هنا بمعنى أغمده.
(٣) أخرجه ابن جرير ٨/ ٢٣٢ - ٢٣٣. وحديث جابر عند البخاري ٥/ ١١٦ (٤١٣٩)، ومسلم ٤/ ١٧٨٦ (٨٤٣).
(٤) بإضافة محارب إلى خصفة للتمييز عن غيرهم من المحاربين؛ لأن محارب في العرب جماعة، كأنه قال: محارب الذين يُنسبون إلى خَصَفة بن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر، لا الذين ينسبون إلى فهر وإلى غيرهم، وهذه الغزوة عند كثير من أهل السير هي غزوة ذات الرقاع. ينظر: إرشاد الساري للقسطلاني ٦/ ٣٣١.
(٥) نخل: اسم موضع بالقرب من المدينة. معجم البلدان (نخل).
(٦) أخرجه الحاكم ٣/ ٣١ (٤٣٢٢). وأصله عند البخاري ٤/ ٣٩ - ٤٠ (٢٩١٠)، ٥/ ١١٥ (٤١٣٦).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخَرِّجاه».

<<  <  ج: ص:  >  >>