للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اثني عشر نقيبًا، فقال: سيروا إليهم، وحدِّثوني حديثَهم وما أمرُهم، ولا تخافوا؛ إنّ الله معكم ما أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وآمنتم برسله، وعزرتموهم، وأقرضتم الله قرضًا حسنًا. وإنّ القوم ساروا حتى هجموا عليهم، فرأوا أقوامًا لهم أجسام عَجَبٌ عِظَمًا وقُوَّةً، وإنّه -فيما ذُكِر- أبصرهم أحد الجبارين، وهم لا يألون أن يُخفوا أنفسهم حين رأوا العجب، فأخذ ذلك الجبّار منهم رجالًا، فأتى رئيسهم، فألقاهم قُدّامه، فعجبوا، وضحكوا منهم، فقال قائل منهم: إنّ هؤلاء زعموا أنهم أرادوا غزوكم، وإنّه لولا ما دفع الله عنهم لَقُتِلوا. وإنهم رجعوا إلى موسى - عليه السلام -، فحدثوه العجب (١). (ز)

٢٢٠٦٣ - قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله: {قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين} إلى قوله: {فلا تأس على القوم الفاسقين}، قال: كانوا بجبال أريحا من الأردن، فجبُن القوم أن يدخلوها، فأرسلوا جواسيس، من كل سِبْطٍ رجلًا ليأتوهم بخبر الأرض المقدسة، فدخل الاثنا عشر، فمكثوا بها أربعين ليلة، ثم خرجوا، فصدق اثنان، وكذب عشرة، فقالت العشرة: رأينا أرضًا تأكل أهلها، ورأينا بها حصونًا منيعة، ورأينا رجالًا جبابرة، ينبغي للرجل منهم مائة مِنّا. فجبنت بنو إسرائيل، فقالوا: واللهِ، لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون (٢). (ز)

٢٢٠٦٤ - قال مقاتل بن سليمان: {قالُوا يا مُوسى}، وجدناها أرضًا مباركة، تفيض لبنًا وعسلًا كما عهد الله - عز وجل - إليك، ولكن إنّ فيها قومًا جبارين -يعني: قتّالين أشِدّاء-، يقتل الرجل منهم العصابة مِنّا، فإن كان الله - عز وجل - أراد أن يجعلها لنا منزلًا وسكنًا فلْيُسَلِّطك عليهم فتقتلهم، وإلا فليس لنا بهم قوة، وحصنهم منيعٌ. فتتابع على ذلك منهم عشرة، فقالوا لموسى: {إنَّ فِيها قَوْمًا جَبّارِينَ}، طول كل رجل منهم سبعة أذرع ونصف، من بقايا قوم عاد. وكان عوج بن عناق بنت آدم فيهم، {وإنّا لَنْ نَدْخُلَها حَتّى يَخْرُجُوا مِنها} وهي أريحا، {فَإنْ يَخْرُجُوا مِنها فَإنّا داخِلُونَ} (٣). (ز)

٢٢٠٦٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: أنّ كالب بن يوفنا أسكت الشعب عن موسى - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم: إنا سنعلو الأرضَ، ونرِثها، وإنّ لنا بهم قوة.


(١) أخرجه ابن جرير ٨/ ٢٩١.
(٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ١٩ - ٢٠ - .
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>