كان هذا في حَيَّيْنِ قَطُّ، دينُهما واحد، ونسَبُهما واحد، وبلدُهما واحد، وديةُ بعضهم نصفُ ديةِ بعضٍ؟! إنما أعطيناكم هذا ضَيْمًا منكم لنا، وفَرَقًا منكم، فأمّا إذ قَدِم محمدٌ فلا نعطيكم ذلك. فكادت الحرب تَهِيج بينهم، ثم ارْتَضَوا على أن جعلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ففكرت العزيزة، فقالت: واللهِ، ما محمد بمُعْطِيكم منهم ضعفَ ما يُعْطِيهم منكم، ولقد صدَقوا، ما أعطونا هذا إلا ضَيْمًا وقهرًا لهم، فَدُسُّوا إلى محمد مَن يَخبُرُ لكم رأيَه، فإن أعطاكم ما تريدون حكَّمتُموه، وإن لم يُعْطِكموه حَذِرتموه فلم تُحكِّموه. فَدَسَّوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسًا من المنافقين يَختَبِروا لهم رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاءوا رسول الله صلى الله عليه أخبر اللهُ رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأمرهم كلِّه وماذا أرادوا؛ فأنزل الله:{يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} إلى قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}. ثم قال: فيهم -واللهِ- أُنزِلت، وإياهم عَنى الله (١). (٥/ ٢٩٨)
٢٢٤٥٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {آمنا بأفواههم}، قال: يقول: المنافقون (٢). (ز)
٢٢٤٥٤ - عن عامر الشَّعْبِيّ -من طريق زكريا- في قوله:{لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر}، قال: كان رجل من اليهود قتَل رجلًا من أهل دينه، فقالوا لحلفائهم من المسلمين: سلُوا محمدًا؛ فإن كان يقضي بالدِّيَة اختصمنا إليه، وإن كان يقضي بالقتل لم نأْتِه (٣)[٢٠٨١]. (٥/ ٢٩٩)
٢٢٤٥٥ - عن عبد الله بن كثير المكي -من طريق ابن جريج- في قوله: {يا أيها
[٢٠٨١] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٦٨) أنّ قول الشعبي كقول قتادة -الآتي في تفسير قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعْدِ مَواضِعِهِ} - في أمر قتل النضير وقريظة.