للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يدعوا أحبارهم ورهبانهم، فناشدهم بالله: أيجدونه في التوراة؟ فكتموه إلا رجلًا من أصغرهم أعور، فقال: كذبوك، يا رسول الله، إنّه لفي التوراة (١). (ز)

٢٢٥٤٢ - عن عبد الله بن كثير المكي -من طريق ابن جريج- قوله: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم}، قال: كانوا يَحُدُّون في الزِّنا، إلى أن زنى شابٌّ منهم ذو شرف، فقال بعضهم لبعض: لا يدعكم قومه ترجمونه، ولكن اجلدوه، ومَثِّلوا به. فجلدوه، وحملوه على إكافِ (٢) حمارٍ، وجعلوا وجهه مستقبل ذَنَب الحمار، إلى أن زنى آخرُ وضيعٌ ليس له شرف، فقالوا: ارجموه. ثم قالوا: فكيف لم ترجموا الذي قبله؟ ولكن مثل ما صنعتم به فاصنعوا بهذا. فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: سلوه، لعلكم تجدون عنده رخصة. فنزلت: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} إلى قوله: {إن الله يحب المقسطين} (٣). (ز)

٢٢٥٤٣ - عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق الليث- أنّ الآية التي في سورة المائدة: {فإن جاءوك فاحكم بينهم} كانت في شأن الرجم (٤). (٥/ ٣١٥)

٢٢٥٤٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: كان في حُكْمِ حُيَيِّ بن أخْطَب للنَّضْرِيِّ ديتان، والقُرَظِيِّ دية؛ لأنه كان من النضير. قال: وأخبر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بما في التوراة، قال: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} إلى آخر الآية. قال: فلما رأت ذلك قريظة لم يرضوا بحكم ابن أخطب، فقالوا: نتحاكم إلى محمد. فقال الله تبارك وتعالى: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} فخيَّره، {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} الآية كلها. وكان الشريف إذا زنى بالدنيئة رجموها هي، وحَمَّموا وجه الشريف، وحملوه على البعير، أو جعلوا وجهه من قِبَل ذَنَب البعير. وإذا زنى الدَّنِيءُ بالشريفة رجموه، وفعلوا بها ذلك. فتحاكموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرجمها. قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: «من أعلمكم بالتوراة؟». قالوا: فلان الأعور. فأرسل إليه، فأتاه، فقال: «أنت أعلمهم بالتوراة؟». قال: كذاك تزعم يهود. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنشدك بالله، وبالتوراة التي


(١) أخرجه ابن جرير ٨/ ٤٣٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٣٦ (٦٣٨٩) مرسلًا. وقد تقدم أن أصل الحديث صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما.
(٢) الإكافُ والأُكاف مِنَ المراكب: شبه الرِّحالِ. لسان العرب (أكف).
(٣) أخرجه ابن جرير ٨/ ٤٣٧.
(٤) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/ ١٥ (٢٨)، وابن جرير ٨/ ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>