للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٨٥٦ - قال الحسن البصري: علم الله تبارك وتعالى أنّ قومًا يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، فأخبر أنه سيأتي بقوم يحبهم الله ويحبونه (١). (ز)

٢٢٨٥٧ - عن الحسن البصري -من طريق الفضل بن دَلْهَم- في قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، قال: هم الذين قاتلوا أهل الردَّة من العرب بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أبو بكر وأصحابُه (٢) [٢١١١]. (٥/ ٣٥٣)

٢٢٨٥٨ - عن شهر بن حوشب -من طريق شعبة، عمَّن سمع شهر بن حوشب- قال: هم أهل اليمن (٣) [٢١١٢]. (ز)


[٢١١١] أفادت الأقوال اختلاف السلف فيمن عُني بقوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} على خمسة أقوال: الأول: عُني به: أبو بكر وأصحابه. الثاني: عُني به: رهط أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - من أهل اليمن. الثالث: عُني به: أهل اليمن جميعًا. الرابع: عُني به: الأنصار. الخامس: عُني به: أهل القادسية.
وقد رجّح ابنُ جرير (٨/ ٥٢٤) القول الثاني منها لدلالة السنّة، وذكرَ أخبارًا في أنّ الآية لَمّا نزلت أومأَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي موسى الأشعريّ، وقال: «هم قومُ هذا».
واستدرك ابنُ تيمية (٢/ ٤٩٨) على القول بكونها في أهل اليمن بقوله: «وأهل اليمن مِمَّن جاء الله بهم لَمّا ارتدَّ مَن ارتد إذ ذاك. وليست الآية مختصة بهم، ولا في الحديث ما يوجب تخصيصهم، بل قد أخبر الله أنه يأتي بغير أهل اليمن كأبناء فارس، لا يختص الوعد بهم».
[٢١١٢] وجّه ابنُ جرير (٨/ ٥٢٤ بتصرف) معنى الآية على قول شهر بن حوشب ومَن قال بقوله، فقال: «وتأويل الآية على قول مَن قال: عني بذلك: أهل اليمن. فإنّ تأويله: يا أيها الذين آمنوا، من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله المؤمنين الذين لم يرتدوا بقوم يحبهم ويحبونه، أعوانًا لهم وأنصارًا».
ووجَّهه ابنُ عطية (٣/ ١٩٧)، فقال: «ومعنى الآية على هذا القول [أي: قول من قال هم أهل اليمن]: مخاطبة جميع مَن حضر عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - على معنى التنبيه لهم، والعتاب، والتوعد».

<<  <  ج: ص:  >  >>