للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٩٠١ - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سألتُ أبا جعفر محمد بن علي عن قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. قال: أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم -. قلتُ: يقولون: عليّ. قال: عليٌّ منهم (١). (٥/ ٣٦٣)

٢٢٩٠٢ - عن سلَمةَ بن كُهيل -من طريق موسى بن قيس الحضرمي- قال: تصدَّقَ عليٌّ بخاتمه وهو راكع؛ فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية (٢). (ز)

٢٢٩٠٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق عمر بن عبد الرحمن أبي حفص- قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}، قال: هم المؤمنون، وعليٌّ منهم (٣). (ز)

٢٢٩٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّما ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورسولهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ}، وذلك أنّ عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة الأولى: إنّ اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الإسلام، ولا يكلموننا، ولا يخالطوننا في شيء، ومنازلنا فيهم، ولا نجد مُتَحَدّثًا دون هذا المسجد. فنزلت هذه الآية، فقرأها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء. وجعل الناس يصلون تطوُّعًا بعد المكتوبة، وذلك في صلاة الأولى، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى باب المسجد، فإذا هو بمسكين قد خرج من المسجد وهو يحمد الله - عز وجل -، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هل أعطاك أحد شيئًا؟». قال: نعم، يا نبي الله. قال: «مَن أعطاك؟». قال: الرجل القائم أعطاني خاتمه. يعني: علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه-. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «على أيِّ حال أعطاكه؟». قال: أعطاني وهو راكع. فكبَّر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «الحمد لله الذي خصَّ عليًّا بهذه الكرامة». فأنزل الله - عز وجل -: {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} (٤) [٢١١٨]. (ز)


[٢١١٨] فسَّر ابنُ عطية (٣/ ١٩٨ - ١٩٩ بتصرف) الركوع في الآية بأن المراد به الصلاة، وأنه جاء نعتًا للمذكورين بتكثير الصلاة، وذكر أنّ هذا قول الجمهور، ثم رجّحه مستندًا إلى اللغة، وقول جمهور المفسرين.
وانتقد قولَ مَن قال: إنّ الآية نزلت في عليٍّ، وأنّه تصدق حال ركوعه، فقال: «وفي هذا القول نظر».
وكذا انتَقَدَه ابنُ كثير (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٧) مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «قوله: {وهم راكعون} فقد توهم بعضهم أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: {ويؤتون الزكاة}، أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى». ثم ذكر جملة من المرويات في معنى هذا القول، وضعَّفَها جميعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>