للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٤٨٣ - عن سعد بن أبي وقاص -من طريق مصعب بن سعد- قال: نزَلت فِيَّ ثلاثُ آياتٍ من كتاب الله: نزَل تحريمُ الخمر؛ نادمتُ رجلًا، فعارضتُه وعارضَني، فعربَدتُ (١) عليه، فشجَجْتُه؛ فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}. ونزلت فِيَّ: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها} إلى آخر الآية [الأحقاف: ١٥]. ونزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} [المجادلة: ١٢]، فقدَّمتُ شعيرةً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّك لَزهيد». فنَزلت الآيةُ الأُخرى: {أأشفقتم أن تقدموا} الآية [المجادلة: ١٣] (٢). (٥/ ٤٥٦)

٢٣٤٨٤ - عن أبي هريرة، قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أهل المدينة، إنّ الله يُعرِّضُ عن الخمر تعريضًا، لا أدري لعلَّه سينزِلُ فيها أمرٌ». ثم قام، فقال: «يا أهل المدينة، إنّ الله قد أنزَل إلَيَّ تحريم الخمر، فمَن كتَب منكم هذه الآية وعندَه منها شيءٌ فلا يشرَبْها» (٣). (٥/ ٤٥٧)

٢٣٤٨٥ - عن أبي هريرة، قال: حُرِّمت الخمرُ ثلاثَ مراتٍ؛ قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يشربون الخمرَ ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما؛ فأنزل الله: {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية [البقرة: ٢١٩]. فقال الناس: ما حُرِّم علينا، إنما قال: {إثم كبير}. وكانوا يشربون الخمر، حتى كان يومٌ من الأيام صلّى رجلٌ مِن المهاجرين، أمَّ أصحابَه في المغرب، خلَط في قراءتِه؛ فأنزل الله أغلظَ منها: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [النساء: ٤٣]. وكان الناس يشربون حتى يأتيَ أحدُهم الصلاةَ وهو مُفيق، ثم نزَلتْ آيةٌ أغلظُ من ذلك: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}. قالوا: انتهينا، ربَّنا. فقال الناس: يا رسول الله، ناسٌ قُتِلوا في سبيل الله وماتوا على فُرُشِهم؛ كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رِجْسًا من عمل الشيطان. فأنزَل الله:


(١) العربدة: سوء الخلق، ورجل معربد: يؤذى نديمه في سكره. اللسان (عربد).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١/ ١٤٧ (٣٣١).
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٢٢ (١١٤٠٦): «رواه الطبراني في حديث طويل في حديث الصحيح: نزل في ثلاث آيات، وفيه سلمة بن الفضل الأبرش، وثقه ابن معين وغيره، وضعّفه البخاري وغيره».
(٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٣٠٦ (٣١٠٢)، والبيهقي في الشعب ٧/ ٣٩٣ - ٣٩٤ (٥١٨٠) واللفظ له.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
والحديث في صحيح مسلم بنحوه من حديث أبي سعيد الخدري، انظر ما سيأتي في حديث (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>