للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} إلى آخر الآية. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو حُرِّم عليهم لترَكوه كما ترَكْتم» (١). (٥/ ٤٥٣)

٢٣٤٨٦ - عن بُريدة [بن الحصيب]، قال: بينَما نحنُ قعودٌ على شرابٍ لنا، ونحنُ نشرب الخمر حِلًّا، إذ قمتُ حتى آتيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأُسلِّمَ عليه، وقد نزَل تحريمُ الخمر: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}. فجئتُ إلى أصحابي، فقرأتُها عليهم، قال: وبعضُ القوم شَرْبَتُه في يده، قد شَرِب بعضًا وبَقِيَ بعضٌ في الإناء، فقال بالإناء تحتَ شفتِه العُليا كما يفعلُ الحجّام، ثم صَبُّوا ما في باطِيَتِهم (٢)، فقالوا: انتهَينا، ربَّنا (٣). (٥/ ٤٥٦)

٢٣٤٨٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: إنّما نزَل تحريمُ الخمر في قبيلَتين من قبائل الأنصار، وشَرِبوا، فلمّا أن ثَمِل القومُ عَبِث بعضُهم ببعض، فلما أن صَحَوا جعَل يَرى الرجلُ منهم الأثرَ بوجهه وبرأسه ولحيته، فيقول: صنَع بي هذا أخي فلان -وكانوا إخوةً ليس في قلوبهم ضغائن-، واللهِ، لو كان بي رَءوفًا رحيمًا ما صنَع بي هذا. حتى وقَعتِ الضغائنُ في قلوبهم؛ فأنزل الله هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}. فقال ناسٌ مِن المُتَكَلِّفين: هي رِجسٌ، وهي في بطنِ فلانٍ قُتِل يومَ بدر، وفلان قُتِل يوم أُحُد! فأنزَل الله هذه الآية: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية (٤). (٥/ ٤٥٦)


(١) أحمد ١٤/ ٢٦٧ - ٢٦٩ (٨٦٢٠).
قال الهيثمي في المجمع ٥/ ٥١ (٨٠٧٥): «رواه أحمد، وأبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه، وأبو نجيح ضعيف لسوء حفظه، وقد وثقه غير واحد، وسريج ثقة». وقال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب ١/ ٥٤٥: «وفي رجاله أبو المعشر المدني، وهو ضعيف». وقال المناوي في الفتح السماوي ٢/ ٥٨٦: «قال الحافظ ابن حجر: وإسناده ضعيف». وقال العظيم أبادي في عون المعبود ١٠/ ٨٠: «قال المنذري: والحديث في إسناده علي بن الحسين بن واقد، وفيه مقال». وقال الألباني في الصحيحة ٧/ ١٤٢١: «إسناد ضعيف».
(٢) الباطية: إناء من الزجاج عظيم، تملأ من الشراب وتوضع بين الشُّرّاب، يغرفون منها ويشربون. اللسان (بطا).
(٣) أخرجه الخلعي في الفوائد المنتقاة الحسان ص ٢٤٨ - ٢٤٩ (٦١٩)، وابن جرير ٨/ ٦٦١ - ٦٦٢ واللفظ له، من طريق سعيد بن محمد الجرمي، عن أبي تميلة، عن سلام مولى حفص [أبي القاسم]، عن ابن بريدة، عن أبيه به.
في إسناده سلام مولى حفص، أبو القاسم الليثي، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ٦/ ٤١٦.
(٤) أخرجه الحاكم ٤/ ١٥٨ (٧٢١٩)، وابن جرير ٨/ ٦٦٠ - ٦٦١.
قال الذهبي في التلخيص: «على شرط مسلم». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٨ (١٠٩٨٥): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الفتح ١٠/ ٣١: «وأخرج النسائي، والبيهقي، بسند صحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٧/ ١٤٢١ - ١٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>