للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجلَين من أهل الميت أن يَحلِفا على ما كَتَما وغيَّبا، ويَستَحقّانه، ثم إن تميمًا الداري أسلَم وبايَع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يقولُ: صدَق اللهُ ورسوله، أنا أخَذتُ الإناء. ثم قال: يا رسول الله، إنّ الله يُظهِرُك على أهلِ الأرض كلِّها، فَهبْ لي قَريتَين من بيتِ لحم. وهي القريةُ التي وُلِدَ فيها عيسى، فكتَب له بها كتابًا، فلما قدِم عمر الشامَ أتاه تميمٌ بكتابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: أنا حاضرٌ ذلك. فدفَعها إليه (١). (٥/ ٥٧٧)

٢٤١٣٠ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بكير بن معروف- قال: أخذت هذا التفسير عن مجاهد =

٢٤١٣١ - والحسن =

٢٤١٣٢ - والضحاك في قول الله: {اثنان ذوا عدل منكم}: أنّ رجلين نصرانيين من أهل دارين -أحدهما تميمي، والآخر يماني- صاحبهما مولًى لقريش في تجارة، فركبوا البحر، ومع القرشي مال معلوم قد علمه أولياؤه من بين آنية وبَزٍّ (٢) ورِقَّة (٣)، فمرض القرشي، فجعل وصيته إلى الدارِيَّيْنِ، فمات وقبض الدارِيّان المال والوصية، فدفعاه إلى أولياء الميت، وجاءا ببعض ماله، وأنكر القومُ قِلَّة المال، فقالوا للداريين: إنّ صاحبنا قد خرج معه بمال أكثر مما أتيتمونا به، فهل باع شيئًا أو اشترى شيئًا فوضع فيه؟ أو هل طال مرضه فأنفق على نفسه؟ قالا: لا. قالوا: فإنكما خنتمانا. فقبضوا المال، ورفعوا أمرهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم} إلى آخر الآية. فلما نزل: أن يحبسا من بعد الصلاة، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقاما بعد الصلاة، فحلفا بالله رب السموات ما ترك مولاكم من المال إلا ما أتيناكم به، وإنا لا نشتري بأيماننا ثمنًا قليلًا من الدنيا ولو كان ذا قربى، ولا نكتم شهادة الله، إنا إذن لمن الآثمين، فلما حلفا خُلِّي سبيلهما. ثم إنهم وجدوا بعد ذلك إناء من آنية الميت، فأخذ الدارِيّان، فقالا: اشتريناه منه في حياته. وكذبا، فكُلِّفا البينة، فلم يقدرا عليها، فرفعوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله تعالى: {فإن عثر}. يقول: فإن اطَّلع {على أنهما استحقا إثما} يعني: الداريين، إن كتما حقًّا {فآخران} من أولياء الميت ن {يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان، فيقسمان


(١) أخرجه ابن جرير ٩/ ٨٩ - ٩٠ إلى قوله: أنا أخذت الإناء. وما بعده عند ابن عساكر ١١/ ٦٦ وعنده: «قريتي» مكان قوله: «قريتين». وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) البَزّ: الثياب، أو مَتاعُ البيت من الثياب ونحوها. القاموس المحيط (بزز).
(٣) الرِّقَّة: الفِضَّة والدَّراهم المضروبة منها. النهاية (رقه).

<<  <  ج: ص:  >  >>