ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ١٣١) القول الأول، وانتقد الثاني الذي قاله مجاهد من طريق ليث، وابن جريج، وقتادة من طريق سعيد، والحسن من طريق ابن زاذان، وقتادة مستندًا إلى السنة، وأقوال السلف، ودلالة العقل، وذلك للآتي: ١ - موافقته ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصحبه، وغالب أهل التأويل. ٢ - إخبار الله بأنه منزلها، ولا يجوز أن يكون منه خلاف ما يخبر. وبنحوه رجّح ابنُ كثير (٥/ ٤٢٤)، وذكر أنّه قول الجمهور. وانتقد ابنُ عطية (٣/ ٣٠٣) قول من نفى نزول المائدة استنادًا لإخبار الله بنزولها، فقال: «وهذا غير لازم؛ لأن الخبر مقرون بشرط يتضمنه قوله: {فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ}». وذكر ابنُ كثير (٥/ ٤٢٣ - ٤٢٤) الإسرائيليات مستندًا للقول الثاني، فقال: «وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا تعرفه النصارى، وليس هو في كتابهم، ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما يتوفر الدواعي على نقله، وكان يكون موجودًا في كتابهم متواترًا، ولا أقلَّ من الآحاد».