وقد بيَّن ابنُ جرير (٩/ ٣٤٧) بأنّ معنى الملكوت في كلام العرب: الملك، فقال: «وحُكِي عن العرب سماعًا: له مَلَكُوت اليمن والعراق، بمعنى: له مُلْكُ ذلك». ثم رجَّح مستندًا إلى لغة العرب أن الملكوت بمعنى: الملك، فقال (٩/ ٣٤٧ - ٣٤٨، ٣٥٣): «نُريه ملكوت السماوات والأرض، يعني: مُلكَه، وزيدَت فيه التاء كما زيدَت في الجَبروت من الجَبْر، وحُكيَ عن العرب سماعًا: له ملكوتُ اليمنِ والعراقِ. بمعنى: له مُلكُ ذلك ... ، وعنى الله -تعالى ذِكْره- بقوله: {وكَذَلِكَ نُرِي إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ والأَرْضِ} أنّه أراه ملك السموات والأرض؛ وذلك ما خلق فيهما من الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب، وغير ذلك من عظيم سلطانه فيهما، وجلّى له بواطن الأمور وظواهرها؛ لما ذَكَرْنا قبلُ من معنى الملكوت في كلام العرب».