للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٧ - عن الحكم بن عمير -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قلتَ: الحمد لله رب العالمين. فقد شكرت الله، فزادك» (١). (١/ ٥٥)

٧٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل بن سليمان، عن الضحاك- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنّ الله أنزل عَلَيَّ سورةً لم يُنزلها على أحد من الأنبياء والرسل من قبلي». قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله تعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي؛ فاتحة الكتاب، جعلت نصفها لي ونصفها لهم، وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد: {بسم الله الرحمن الرحيم} قال الله: عبدي دعاني باسمين رقيقين، أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن، وكلاهما رقيقان. فإذا قال: {الحمد لله} قال الله: شكرني عبدني وحمدني. فإذا قال: {رب العالمين} قال الله: شهد عبدي أني رب العالمين». يعني بـ {رب العالمين}: رب الإنس والجن والملائكة والشياطين وسائر الخلق، ورب كل شيء، وخالق كل شيء. «فإذا قال: {الرحمن الرحيم} يقول: مَجَّدني عبدي. وإذا قال: {ملك يوم الدين}». يعني: بـ {يوم الدين}: يوم الحساب. «قال الله تعالى: شهد عبدي أنه لا مالك ليوم الحساب أحد غيري. وإذا قال: {ملك يوم الدين} فقد أثنى علي عبدي. {إياك نعبد}». يعني: الله أعبد وأُوَحِّد. «{وإياك نستعين} قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي، إياي يعبد، فهذه لي، وإياي يستعين، فهذه له، ولعبدي بعد ما سأل [بقية [هذه] السورة] (٢). {اهدنا}: أرشدنا، {الصراط المستقيم} يعني: دين الإسلام؛ لأن كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم، الذي ليس فيه التوحيد، {صراط الذين أنعمت عليهم} يعني به: النبيين والمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام والنبوة، {غير المغضوب عليهم} يقول: أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم، وهم اليهود، {ولا الضالين} وهم النصارى؛ أضلهم الله بعد الهدى،


(١) أخرجه ابن جرير (١/ ١٣٦).
قال السيوطي: «بسند ضعيف».
(٢) في مطبوعة شعب الإيمان (ت: عبد العلي عبد الحميد حامد): «ولعبدي ما سأل. بقية هذه السورة، {اهدنا}». وقال المحقق في الحاشية: إن هذه الجملة زيادة من الدر المنثور. يعني: أنه استدركها من الدر المنثور. والدر المنثور (ت: التركي) فيه نقطة بعد كلمة «ما سأل»، وليس فيه كلمة «هذه». ويظهر أن الكلام متصل، كما أثبتنا، والمعنى: ولعبدي ما سأل في بقية هذه السورة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>