للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل}. قالوا: فليس أحدٌ مِن ولدِ آدم إلا وهو يعرِفُ الله أنّه ربُّه، وذلك قوله - عز وجل -: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} [آل عمران: ٨٣]. وذلك قوله: {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} [الأنعام: ١٤٩]، يعني: يومَ أخذ الميثاق (١). (٦/ ٦٥٣)

٢٩٤٤٨ - عن سلمان الفارسي، قال: إنّ الله لَمّا خلق آدم مَسَحَ ظهره، فأخرَج منه ما هو ذارِئٌ إلى يوم القيامة، فكتَب الآجال، والأرزاق، والأعمال، والشِّقْوةَ، والسعادة، فمَن عَلِم السعادة فعَل الخير ومجالس الخير، ومَن عَلِم الشقاوة فعَل الشر ومجالس الشر (٢). (٦/ ٦٦٠)

٢٩٤٤٩ - عن أبي سعيد الخدري -من طريق أبي هارون العبدي- قال: حَجَجْنا مع عمر بن الخطاب، فلمّا دخل الطوافَ استقبَل الحجر، فقال: إنِّي أعلمُ أنّك حجرٌ لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبَّلك ما قبَّلْتُك. ثم قبَّله، فقال له علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين، إنه يضرُّ وينفع. قال: بِمَ؟ قال: بكتاب الله - عز وجل -. قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} إلى قوله: {بلى}. خلق الله آدم، ومسَح على ظهره، فقرَّرهم بأنه الربُّ، وأنهم العبيد، وأخَذ عهودَهم ومواثيقَهم، وكَتَب ذلك في رَقٍّ (٣)، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افْتَحْ فاك. ففَتَح فاه، فألقَمه ذلك الرَّقَّ، فقال: اشْهَد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. وإنِّي أشهدُ لَسَمِعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يُؤْتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسانٌ ذُلَقٌ (٤)، يشهدُ لمن يستلِمُه بالتوحيد». فهو -يا أمير المؤمنين- يَضُرُّ وينفع. فقال عمر: أعوذُ بالله أن أعيشَ في قومٍ لستَ فيهم، يا أبا حسن (٥). (٦/ ٦٦٧)


(١) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ١٨/ ٨٥ - ٨٦، كما أخرج ابن جرير ١٠/ ٥٦١ نحوه عن السدي من قوله، وسيأتي.
(٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٣) الرَّقّ -بالفتح-: ما يُكتب فيه. لسان العرب (رقق).
(٤) ذُلَقٌ: فصيح بليغ. النهاية (ذلق).
(٥) أخرجه الحاكم ١/ ٦٢٨ (١٦٨٢).
قال الحاكم: «ليس من شرط الشيخين، فإنّهما لم يحتجّا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي». وقال الذهبي كما في كنز العمال ٥/ ١٧٨: «فيه أبو هارون، ساقط». وقال البيهقي في شعب الإيمان ٥/ ٤٨١: «أبو هارون العبدي غير قوي». وقال ابن حجر في الفتح ٣/ ٤٦٢: «في إسناده أبو هارون العبدي، وهو ضعيف جِدًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>