للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتفكرون} (١). (ز)

٢٩٥٢٤ - عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- {الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}، قال: هو أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت (٢). (ز)

٢٩٥٢٥ - قال مقاتل بن سليمان: {واتل عليهم} يعني: أهل مكة {نبأ} يعني: حديث {الذي آتيناه آياتنا} يعني: أعطيناه الاسم الأعظم، يعني: بَلْعامُ بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر من أهل عَمّان، وهي البلقاء التي كان فيها الجبّارون بالشام (٣) [٢٦٨٢]. (ز)


[٢٦٨٢] اختُلِف في هذا الرجل على أقوال: الأول: رجل من بني إسرائيل يدعى: بلعم. والثاني: رجل من اليمن. والثالث: كان من الكنعانيين. والرابع: هو أمية بن أبي الصلت.
ورجَّح ابنُ جرير (١٠/ ٥٧٤ - ٥٧٥) جواز صحة بعض تلك الأقوال، وعدم القطع بصحة أحدها دون الآخر لعدم الدليل على ذلك، فقال: «وجائز أن يكون الذي آتاه الله الآيات: بلعم. وجائز أن يكون: أمية ... فالصواب أن يُقال فيه ما قال الله، ويُقَرُّ بظاهر التنزيل على ما جاء به الوحي من الله».
ورجَّح ابنُ كثير (٦/ ٤٥٠) القول الأول، فقال: «وأمّا المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة فإنّما هو رجل من المتقدمين في زمن بني إسرائيل».
وعلَّق ابنُ كثير على قول عبد الله ابن عمرو بقوله: «وقد روي من غير وجه، عنه وهو صحيح إليه». ثم وجَّهه بقوله: «وكأنّه إنما أراد أنّ أمية بن أبي الصلت يشبهه، فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه، فإنّه أدرك زمانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبَلَغَتْه أعلامُه وآياتُه ومعجزاتُه، وظهرت لكل مَن له بصيرة، ومع هذا اجتمع به ولم يَتَّبِعْه، وصار إلى موالاة المشركين ومناصرتهم وامتداحهم، ورثى أهل بدر من المشركين بمرثاة بليغة -قبحه الله تعالى-، وقد جاء في بعض الأحاديث: أنه ممن آمن لسانه، ولم يؤمن قلبه. فإنّ له أشعارًا ربّانِيَّةً، وحِكَمًا، وفصاحة، ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام». وقد قال بقول ابن عمرو الزهريُّ، وقتادةُ، وسعيدُ بن جبير، وابنُ السائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>