للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العباس بن عبد المطلب، وأبا عَزَّةَ بن عُمَيْرِ بن هشام بن عبد الدار، وكان معه لواء المشركين يوم بدر، قال سعد بن عبادة الأنصاري من بنى ساعدة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما منعنا أن نطلب المشركين كما طلب هؤلاء زهادة فى الآخرة، ولا جُبْنٌ عن العدو، ولكن خفنا أن نُعَرِّي صفك، فتعطف عليك خيل المشركين أو رجالاتهم، فتصاب بمصيبة، فإن تُعْطِ هؤلاء ما ذكرت لهم لم يبق لسائر أصحابك كبير شيء. فأنزل الله - عز وجل -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفالِ}، يعني: النافلة التي وعدتهم، يعني: أبا اليَسَر اسمه كعب بن عمرو الأنصاري من بني سَلِمَةَ بنِ جُشَمَ بن مالك، ومالك بن دُخْشُمٍ الأنصاري من بني عوف بن الخزرج، فأنزل الله - عز وجل -: {قل} لهم يا محمد: {الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} ... ، لما نزلت هؤلاء الآيات قالوا: سمعنا وأطعنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلم تُقْسَمِ الغنيمةُ حتى رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فقسم بينهم بالسوية، ورفع الخمس منه (١). (ز)

٣٠٠٤٥ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجّاج-: {يسألونك عن الأنفال}، قال: نزلت في المهاجرين والأنصار ممن شهد بدرًا. قال: واختلفوا، فكانوا أثلاثًا. قال: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول}، ومَلَّكه الله رسوله، يقسمه كما أراه الله (٢). (ز)

٣٠٠٤٦ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حَجّاج- قال: بلغني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُنَفِّل الرجل على قدر جِدِّه وغنائه على ما رأى، حتى إذا كان يوم بدر وملأ الناس أيديهم غنائم، قال أهل الضعف من الناس: ذهب أهل القوة بالغنائم. فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}، لِيَرُدَّ أهل القوة على أهل الضعف (٣). (ز)

٣٠٠٤٧ - قال محمد بن إسحاق: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما في العسكر، فجُمِعَ، فاختلف المسلمون فيه، فقال من جمعه: هو لنا، قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَفَّل كلَّ امرئٍ ما أصاب. وقال الذين كانوا يقاتلون العدو: لولا نحن ما أصبتموه. وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأينا أن نقتل العدو، وأن نأخذ المتاع، ولكنا خِفْنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَرَّة العدوِّ، وقمنا دونه، فما أنتم بأحق به


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٩٩ - ١٠٠.
(٢) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٠.
(٣) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>