للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله قتلهم} الآية والتي بعدها [الأنفال: ١٧، ١٨]، وأنزل في استفتاحِهم: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} [الأنفال: ١٩]، ثم أنزل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله} في سبعِ آيات منها [الأنفال: ٢٠ - ٢٦]، وأنزل في منازلهم: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} الآية والتي بعدها [الأنفال: ٤٢، ٤٣]، وأنزل فيما يَعِظُهم به: {يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا} الآية وثلاث آيات معها [الأنفال: ٤٥ - ٤٨]، وأنزل فيما تكلَّم به مَن رأى قِلَّة المسلمين: {غر هؤلاء دينهم} الآية [الأنفال: ٤٩]، وأنزل في قتلى المشركين ومَن اتَّبَعَهم: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} الآية وثمانَ آياتٍ معها [الأنفال: ٥٠ - ٥٨] (١). (٧/ ٢٩ - ٤٦)

٣٠٢٠٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: أنّ أبا سفيان أقبل في عِير من الشام فيها تجارة قريش، وهي اللَّطِيمة (٢)، فبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنها قد أقبلت، فاستنفر الناس، فخرجوا معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، فبعث عينًا له من جُهَيْنَة حَلِيفًا للأنصار يدعى: ابن الأُرَيْقِطِ، فأتاه بخبر القوم. وبلغ أبا سفيان خروجُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، فبعث إلى أهل مكة يستعينهم، فبعث رجلًا من بني غِفار يدعى ضَمْضَم بن عمرو، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يشعر بخروج قريش، فأخبره الله بخروجهم، فتخوف من الأنصار أن يخذلوه ويقولوا: إنا عاهدنا أن نمنعك إن أرادك أحد ببلدنا. فأقبل على أصحابه، فاستشارهم في طلب العير، فقال له أبو بكر?: إني قد سلكت هذا الطريق، فأنا أعلم به، وقد فارقهم الرجل بمكان كذا وكذا، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم عاد فشاورهم، فجعلوا يشيرون عليه بالعِير. فلما أكثر المشورة تكلم سعد بن معاذ، فقال: يا رسول الله، أراك تشاور أصحابك فيشيرون عليك، وتعود فتشاورهم، فكأنك لا ترضى ما يشيرون عليك، وكأنك تتخوف أن تتخلف عنك الأنصار، أنت رسول الله، وعليك أُنزِل الكتاب، وقد أمرك الله بالقتال، ووعدك النصر، والله لا يخلف الميعاد، امضِ لما أُمِرْت به، فوالذي بعثك بالحق لا يتخلف عنك رجل من الأنصار. ثم قام المِقْداد بن الأسود الكِندِيّ، فقال: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا


(١) أخرجه البيهقي في الدلائل ٣/ ١٠١ - ١١٩، وموسى بن عقبة في مغازيه -كما في تاريخ الإسلام للذهبي ٢/ ١٠٣ - ١١٢ - مرسلًا.
قال الذهبي: «حذفتُ من هذه القصة كثيرًا مما سلف من الأحاديث الصحيحة استغناءً بما تقدم».
(٢) اللَّطيمة: الجِمال التي تحمل العِطْر والبَزَّ غيرَ المِيَرة. النهاية (لطم).

<<  <  ج: ص:  >  >>