٣٠٦٥٢ - عن المُطَّلِبِ بن أبي وداعَةَ -من طريق عُبَيْد بن عُمَيْر- قال: إنّ أبا طالب قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يَأْتَمِرُ بك قومُك؟ قال:«يُريدون أن يَسجُنوني، أو يَقْتلوني، أو يُخْرجوني». قال: مَن حَدَّثك بهذا؟ قال:«رَبِّي». قال: نِعْمَ الربُّ ربُّك، فاستوصِ به خيرًا. قال:«أنا أستوصِي به! بل هو يستوصِي بي». فنزلت:{وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية (١). (٧/ ٩٨)
٣٠٦٥٣ - عن عُبَيْد بن عُمَيْر -من طريق عطاء- قال: لَمّا ائْتَمَروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليُثبِتوه، أو يَقْتُلوه، أو يُخْرِجوه، قال له عمُّه أبو طالب: هل تَدري ما ائْتَمروا بك؟ قال:«يريدون أن يسجُنوني، أو يَقْتلوني، أو يُخْرجوني». قال: مَن حدَّثك بهذا؟ قال:«ربِّي». قال: نِعْم الربُّ ربُّك، استوصِ به خيرًا. قال:«أنا أستوصِي به! بل هو يستوصِي بي»(٢)[٢٧٨٩]. (٧/ ٩٨)
٣٠٦٥٤ - عن مِقْسَمِ بنِ بُجْرَةَ -من طريق معمر- في قوله:{وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك}، قالا: تشاوَروا فيه ليلة وهم بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأَوْثِقوه
[٢٧٨٩] انتقد ابن كثير (٧/ ٥٩) مستندًا إلى مخالفة التاريخ، ومستندًا إلى الدلالة العقلية، وأقوال السلف قولَ المطلب بن أبي وداعة، وعبيد بن عمير، فقال: «وذِكْر أبي طالب في هذا غريبٌ جدًّا، بل منكر؛ لأن هذه الآية مدنية، ثم إن هذه القصة، واجتماع قريش على هذا الائتِمار والمشاورة على الإثبات أو النفي أو القتل، إنما كان ليلة الهجرة سواء، وكان ذلك بعد موت أبي طالب بنحو من ثلاث سنين، لَمّا تمكنوا منه واجترءوا عليه بعد موت عمه أبي طالب، الذي كان يحوطه وينصره ويقوم بأعبائه، والدليل على صحة ما قلنا: ما رواه الإمام محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي ... ». وذكر أثر ابن عباس بأنّ نفرًا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة ... إلخ. واستدرك ابن عطية (٤/ ١٧٢) على قولهما، فقال: «وهذا المَكْرُ الذي ذَكَره الله في هذه الآية هو بإجماع من المفسرين إشارةٌ إلى اجتماع قريش في دار النَّدْوَة بمَحْضَر إبليس في صورة شَيْخٍ نَجْدِيٍّ على ما نَصَّ ابن إسحاق في سِيَرِه. الحديث بطوله، وهو الذي كان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة بسببه، ولا خلاف أن ذلك كان بعد موت أبي طالب».