للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَضْجعِه الذي كان يَبِيتُ فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يَبِتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته تلك الليلة، وأَذِن الله له عند ذلك في الخروج، وأمَرهم بالهجرة، وافترَض عليهم القتال، فأنزَل الله: {أذن للذين يقاتلون} [الحج: ٣٩]. فكانت هاتان الآيتان أولَ ما نزل في الحرب، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكُرُ نعمتَه عليه: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية (١). (٧/ ٩٥)

٣٠٦٥٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن ميمون-، قال: شَرى عَلِيٌّ نفسَه، ولَبِس ثوبَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نام مكانه، وكان المشركون يَرْمُون (٢) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت قريش تريد أن تقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعلوا يَرْمُون عليًّا، ويُرَوْنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعل عَلِيٌّ يَتَضَوَّرُ (٣)، فإذا هو عليٌّ، فقالوا: إنّك لَلَئِيمٌ، إنّك لَتَتَضَوَّرُ، وكان صاحبك لا يَتَضَوَّر، ولقد استنكرناه منك (٤). (٧/ ١٠١)

٣٠٦٥١ - عن عبدالله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: دخلت فاطمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال: «ما يُبكِيكِ، يا بُنَيَّةُ؟». قالت: يا أبتِ، وما لي لا أبكي، وهؤلاء الملأ مِن قريش في الحجر يتعاقدون باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأوك لقاموا إليك فيقتلونك، وليس منهم إلا مَن قد عرف نصيبه من دمك! فقال: «يا بُنَيَّة، ائتني بوضوء». فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج إلى المسجد، فلما رأوه قالوا: إنما هو ذا. فطأطؤوا رؤوسهم، وسقطت أذقانهم بين أيديهم، فلم يرفعوا أبصارهم. فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبضة من تراب، فحصبهم بها، وقال: «شاهَت الوجوه». فما أصاب رجلًا منهم حصاةٌ مِن حصياته إلا قُتِل يوم بدر كافرًا (٥). (ز)


(١) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٤٦٨ - ٤٦٩، وأبو نعيم في دلائل النبوة ٢٠٠ - ٢٠٤ (١٥٤)، وابن جرير ١١/ ١٣٤ - ١٣٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٨٦ - ١٦٨٧ (٨٩٩٤). وأورده الثعلبي ٤/ ٣٤٨ - ٣٤٩.
إسناده حسن، وقد احتج بالحديث ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٤.
(٢) أي: يريدون. اللسان (رمى).
(٣) التضوُّر: التقلُّب ظهرًا لبطن مِن جوع أو غيره. اللسان (ضور).
(٤) أخرجه الحاكم ٣/ ٥ (٤٢٦٣).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». ووافقه الذهبي.
(٥) أخرجه أحمد ٤/ ٤٨٦ - ٤٨٧ (٢٧٦٢)، ٥/ ٤٤٢ (٣٤٨٥)، وابن حبان ١٤/ ٤٣٠ (٦٥٠٢)، والحاكم ١/ ٢٦٨ (٥٨٣).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح ... ، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٢٨ (١٣٨٧٢): «رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٦/ ٧٨١ - ٧٨٢ (٢٨٢٤): «وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن يحيى بن سليم، وهو الطائفي، فيه كلام من جهة حفظه، لكنه قد تُوبع مِن جَمْعٍ، فأمنّا بذلك سوء حفظه، وصحّ الحديث والحمد لله».

<<  <  ج: ص:  >  >>