للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«إن الله قد أنزَلَ عليَّ: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى}» الآية (١). (٧/ ٢٥)

٣١٣٥٦ - عن أبي هريرة، في هذه الآية، قال: استشارَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فقال: يا رسول الله، قد أعطاك الله الظَّفَرَ، ونصَرك عليهم، فَفادِهمْ، فيكونَ عونًا لأصحابِك. واستشارَ عمر، فقال: يا رسول الله، اضرِبْ أعناقَهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رحِمكُما الله، ما أشبهَكُما باثنين مَضَيا قبلَكما؛ نوح وإبراهيم؛ أما نوحٌ فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} [نوح: ٢٦]، وأما إبراهيم فإنه يقول: ربِّ {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} [إبراهيم: ٣٦]» وفادى بهم (٢). (٧/ ١٩٧)

٣١٣٥٧ - عن عبد الله بن عباس، قال: استشارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمرَ في أُسارى بدر، فقال أبو بكر: يا رسول الله، اسْتَبْقِ قومَك، وخُذِ الفداءَ. وقال عمر: يا رسول الله، اقتُلْهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو اجْتَمَعْتُما ما عَصَيْتُكما». فأنزل الله: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} الآية (٣). (٧/ ٢٠٠)

٣١٣٥٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي زُمَيْل- قال: لَمّا أسروا الأسارى -يعني: يوم بدر- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أين أبو بكر، وعمر، وعلي؟». قال: «ما ترون في الأسارى؟». فقال أبو بكر: يا رسول الله، هم بنو العَمِّ والعَشِيرة، وأرى أن تأخذ منهم فِدْيَة تكون لنا قُوَّةً على الكفار، وعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ترى يا ابن الخَطّاب؟». فقال: لا والذي لا إله إلا هو، ما أرى الذي رأى أبو بكر، يا نبي الله، ولكن أرى أن تُمَكِّنَنا منهم، فتُمَكِّنَ عليًّا من عَقِيلٍ فيضرب عنقه، وتُمَكِّن حمزةَ من العباسِ فيضربَ عنقه، وتمكنني من فلان -نَسِيبٍ لعمر- فأضربَ عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلت. قال عمر: فلما كان من الغد جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان، فقلت: يا رسول الله، أخبرني من


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٤/ ١٧٤ - ١٧٥ (٤٠٥٦).
قال الهيثمي في المجمع ٦/ ٧٤ (٩٩٥٠): «وإسناده حسن». وقال الألباني في الصحيحة ٧/ ١٠٢٠: «وأما ما رواه الطبراني في الكبير ... فلا يثبت إسناده، وإن حَسَّنَه الهيثميُّ؛ لأن فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، هذا إن سَلِم من شيخ الطبراني بكر بن سهل؛ فقد ضَعَّفَه النسائي». وقد تقدم بتمامه مع تخريجه في نزول قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} الآية.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٣) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>