للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبكي للذي عَرَضَ عليَّ أصحابُك من أخْذِهِمُ الفِداءَ، ولقد عُرِضَ عَلَيَّ عذابُكم أدْنى من هذه الشجرة» -شجرة قريبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم --، فأنزل الله - عز وجل -: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله: {حلالا طيبا}، وأحلَّ الله الغنيمة لهم (١). (ز)

٣١٣٥٩ - عن عبد الله بن عمر: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمّا أسَر الأسرى يوم بدر استشار أبا بكرٍ، فقال: قومُك وعترتك -أو وعشيرتُك- فخلِّ سبيلَهم. فاستشارَ عمر، فقال: اقتُلْهم. ففاداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله: {ما كان لنبيٍّ أن تكونَ له أسرى} الآية. فلَقِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر، فقال: «كاد أن يُصيبَنا في خلافِك شرٌ -أو بلاء-» (٢). (٧/ ٢٠١)

٣١٣٦٠ - عن عبد الله بن عمر، قال: لَمّا أُسِر الأُسارى يوم بدر أُسِر العباس فيمَن أُسِر؛ أسَرَه رجلٌ مِن الأنصار، وقد وعَدَتْه الأنصار أن يقتلوه، فبلَغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَمْ أنَمِ الليلةَ مِن أجلِ عَمِّي العباس، وقد زَعَمتِ الأنصارُ أنهم قاتِلوه». فقال له عمر: فآتِيهم؟ قال: «نعم». فأتى عمرُ الأنصار، فقال لهم: أرْسِلوا العباس. فقالوا: لا واللهِ، لا نُرْسِلُه. فقال لهم عمر: فإن كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِضًا. قالوا: فإن كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِضًا فخُذْه. فأخَذه عمر، فلما صارَ في يدِه قال له: يا عباس، أسلِمْ، فواللهِ، لَأَن تُسْلِمَ أحبُّ إلَيَّ مِن أن يُسْلِمَ الخَطّابُ، وما ذاك إلا لِما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعْجبُه إسلامُك. قال: فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فقال أبو بكر: عَشِيرتُكَ، فأرسِلْهم. فاستشار عمر، فقال: اقتلهم. ففاداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله: {ما كان لنبيٍّ أن تكونَ له أسرى} الآية (٣). (٧/ ٢٠٢)

٣١٣٦١ - عن أنس، قال: استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس في الأُسارى يوم بدر، فقال: إنّ اللهَ قد أمْكَنَكم منهم. فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، اضرب أعناقهم. فأَعْرَضَ عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أيُّها الناس،


(١) أخرجه مسلم ٣/ ١٣٨٥ (١٧٦٣) مطولًا، وابن جرير ١١/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٤٣، والحاكم ٢/ ٣٥٩ (٣٢٧٠).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه».
(٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٣٥٩ (٣٢٧٠) مختصرًا دون قصة العباس، وابن مردويه واللفظ له -كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٨٩ - .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». وقال الذهبي: «صحيح على شرط مسلم».

<<  <  ج: ص:  >  >>