للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأربعٍ: بذِكْرِه الأُسارى يومَ بدر، فأمَرَ بقَتْلِهم، فأنزل الله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}، وبذِكْرِه الحجاب، أمَرَ نساءَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت زينب: وإنَّك لَتَغارُ علينا والوَحْيُ ينزِلُ في بيوتنا. فأنزل الله: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} [الأحزاب: ٥٣]، ودعوةِ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ، أّيِّدِ الإسلامَ بعُمَر». ورأيِه في أبي بكر، كان أولَ الناس بايَعه (١). (٧/ ١٩٩)

٣١٣٦٨ - عن عَبِيدَة السَّلْمانِيّ -من طريق ابن سيرين- قال: نزل جبريل - عليه السلام - على النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ بدر، فقال: إن ربَّك يُخبِرُك: إن شئتَ أن تقتُلَ هؤلاء الأُسارى، وإن شئتَ أن تُفادِيَ بهم ويُقْتَلَ مِن أصحابِك مثلُهم. فاستشارَ أصحابَه، فقالوا: نُفادِيهم، فنَتَقَوّى بهم، ويُكْرِمُ الله بالشهادة مَن يشاء (٢) [٢٨٧٠]. (٧/ ٢٠٠)

٣١٣٦٩ - عن عَبِيدَة السَّلْمانِيّ -من طريق ابن سيرين- قال: أسَرَ المسلمون من المشركين سبعين، وقَتَلُوا سبعين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اختاروا أن تأخذوا منهم


[٢٨٧٠] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٤١) أنه على هذه الرواية فالتخيير من عند الله، وهو إعلام بغيب، ثم استدرك قائلًا: «وإذا خُيِّرُوا فكيف يقع التوبيخ بعدُ بقوله تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِيما أخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ}». ثم رَجَّح (٤/ ٢٤١ - ٢٤٢ بتصرف) أنّ العَتَبَ لم يكن للنبيِّ، وإنما كان لأصحابه على استبقاء الرجال وقت الهزيمة رغبةً في أخذ المال منهم، وأنّ التخيير وقع لَمّا سِيق الأسرى إلى المدينة، وأنفذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القتلَ في النّضر وعقبة، والمنَّ في أبي عزّة وغيره، وجعل يرتئي في سائرهم، فاستشار - صلى الله عليه وسلم - حينئذ، فاستمر عمر? على أولِ رأيه في القتل، ورأى أبو بكر? المصلحة في قوة المسلمين بمال الفداء، ومالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رأي أبي بكر، وأن كلا الرأيين كان اجتهادًا بعد تخيير، فلم ينزل على شيء من هذا عتب. وانتقد القول بأن الآية نزلت بسبب المشورة والآراء مستندًا إلى الدلالات العقلية، وذلك أن التخيير لا يستلزم العتب، ثم ذكر الدافع للمفسرين للقول بهذا القول، فقال: «ووجْه ما قال المفسرون أن الناس خيروا في أمرين، أحدهما غير جيد على جهة الاختبار لهم، فاختاروا المفضول، فوقع العتْب، ولم يكن تخييرًا في مستويين، وهذا كما أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء بإناءين فاختار الفاضل».

<<  <  ج: ص:  >  >>