على قوم بينكم وبينهم ميثاق}، {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض} في الميراث، {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} الذين توارثوا على الهجرة في كتاب الله، ثم نسختها الفرائض والمواريث، فتَوارَثَ الأعرابُ والمهاجرون (١)[٢٨٧٦]. (ز)
٣١٤٦٢ - عن زيد بن أسْلَم -من طريق القاسم-، أنّه قال: وقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وهاجَرُوا وجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والَّذِينَ آوَوْا ونَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ والَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِن ولايَتِهِمْ مِن شَيْءٍ حَتّى يُهاجِرُوا}، فكان الأعرابيُّ لا يرث المُهاجِرِيَّ (٢). (ز)
٣١٤٦٣ - قال مقاتل بن سليمان:{إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني: صدّقوا بتوحيد الله {وهاجَرُوا} إلى المدينة {وجاهَدُوا} العدوَّ {بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فهؤلاء المهاجرون، ثم ذكر الأنصار، فقال:{والَّذِينَ آوَوْا} النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - {ونَصَرُوا} النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم جمع المهاجرين والأنصار، فقال:{أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ} في الميراث؛ لِيُرَغِّبَهم بذلك في الهجرة، فقال الزبير بن العوام ونفرٌ معه: كيف يَرِثُنا غيرُ أوليائنا وأولياؤنا على ديننا، فمن أجل أنهم لم يهاجروا لا ميراث بيننا، فقال الله بعد ذلك:{والَّذِينَ آمَنُوا} يعني: صدّقوا بتوحيد الله {ولَمْ يُهاجِرُوا} إلى المدينة {ما لَكُمْ مِن ولايَتِهِمْ مِن شَيْءٍ} في الميراث؛ {حَتّى يُهاجِرُوا} إلى المدينة (٣). (ز)
[٢٨٧٦] على هذا القول فالموالاة التي ذكرتها الآية: هي في الميراث. وذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٤٦ بتصرف) أن هناك من جعلها المؤازرة والمعاونة واتصال الأيدي، وذكر أنّه لازِمٌ مِن دلالة اللفظ. ثم علَّق بقوله: «ومن ذَهَبَ إلى أنها في التَّآزر والتعاون فإنما يَحمل نفْي الله تعالى ولايتهم عن المسلمين على أنها صفة الحال، لا أنّ الله حَكم بأن لا ولاية بين المهاجرين وبينهم جملة، وذلك أن حالهم إذا كانوا متباعدي الأقطار تقتضي أن بعضهم إنْ حَزَبه حازب لا يجد الآخر ولا ينتفع به، فعلى هذه الجهة نفي الولاية، وعلى التأويلين ففي الآية حض للأعراب على الهجرة، ... ومن رأى الولاية في الموارثة فهو حكْم من الله ينفي الولاية في الموارثة، قالوا: ونسخ ذلك قوله تعالى: {وأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ}».