الكفر}، قال: فهو المُحَرَّم، كان يُحَرَّم عامًا، وصفر عامًا، وزيد صفر آخَرُ في الأشهر الحرم، وكانوا يُحَرِّمون صفرًا مرَّةً، ويُحِلُّونه مرَّةً، فعاب اللهُ ذلك، وكانت هوازِنُ وغَطَفان وبنو سليم تفعله (١). (ز)
٣٢٣٤٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال:{النسيء} أنّ جُنادة بن عوف بن أُميّة الكِناني كان يُوافي الموسمَ كلَّ عام، وكان يُكْنى: أبا ثُمامة، فينادي: ألا إنّ أبا ثُمامة لا يُحابُ (٢)، ولا يُعابُ، ألا وإنّ صفرَ الأول العامَ حلالٌ، فيُحِلُّه للناس، فيُحَرِّمُ صفرَ عامًا، ويُحرِّمُ المُحَرَّمَ عامًا، فذلك قوله تعالى:{إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا} إلى قوله: {الكافرين}. وقوله:{إنما النسيء زيادة في الكفر} يقول: يَتْرُكون المحرّم عامًا [٢٩٤٤]، وعامًا يُحَرِّمُونَه، {ليواطئوا}: ليشبهوا (٣). (٧/ ٣٤٨)
٣٢٣٤٧ - عن عبد الله بن عباس، قال: كانت النَّسَأَةُ حيًّا مِن بني مالك مِن كنانة مِن بني فُقَيْمٍ، فكان آخرُهم رجلًا يُقالُ له: القَلَمَّسُ، وهو الذي أنسَأ المحرَّم، وكان ملِكًا، كان يُحِلُّ المحرَّمَ عامًا ويُحَرِّمِه عامًا، فإذا حرَّمه كانت ثلاثةُ أشهرٍ متوالية؛ ذو القَعدة وذو الحِجة والمحرَّم، وهي العِدَّةُ التي حرَّم اللهُ في عهد إبراهيم - عليه السلام -، فإذا أحلَّه دخَل مكانَه صفرٌ في المحرم لِيُواطِئَ العِدَّة، يقول: قد أكملتُ الأربعةَ كما كانت؛ لأنِّي لم أُحِلَّ شهرًا إلا وقد حرَّمتُ مكانَه شهرًا. فكانت على ذلك العَرَبُ مَن يَدِينُ للقَلَمَّسِ بمُلْكِه، حتى بعَث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فأكملَ الحُرُم، ثلاثة أشهر متوالية، ورجبُ شهرُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشعبان (٤). (٧/ ٣٥٠)
٣٢٣٤٨ - عن أبي وائل شقيق بن سلمة -من طريق منصور- قال: كان الناسِئُ رجلًا
[٢٩٤٤] علَّقَ ابنُ جرير (١١/ ٤٥٢) على قول ابن عباس هذا بقوله: «هذا التأويلُ مِن تأويل ابن عباس يدُلُّ على صِحَّة قراءة مَن قرأ: (النَّسْيُ)، بترك الهمزة وترك المدّ، وتوجيهه معنى الكلام إلى أنه: فَعْلٌ من قول القائل: نسيت الشيء أنساه، ومن قول الله: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧]، بمعنى: تركوا الله فتركهم».