للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِن كنانةَ ذا رأيٍ يأخذون مِن رأيه، رأسًا فيهم [٢٩٤٥]، فكان عامًا يجعلُ المحرمَ صفرَ، فيُغِيرون فيه، ويستحِلُّونه، فيُصِيبون فيَغْنَمون، وكان عامًا يُحَرِّمُه (١). (٧/ ٣٥١)

٣٢٣٤٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {إنما النسيء زيادة في الكفر}، قال: حَجُّوا في ذي الحِجَّة عامين، ثم حَجُّوا في المُحَرَّم عامين، ثم حجُّوا في صفر عامين، فكانوا يَحُجُّون في كل سنةٍ في كل شهرٍ عامين، حتى وافقت حجة أبي بكر الآخِر مِن العامين في ذي القعدة قبل حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنة، ثم حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن قابلٍ في ذي الحجة، فذلك حين يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: «إنّ الزمان قد استدار كهيئته يومَ خلق الله السموات والأرض» (٢). (ز)

٣٢٣٥٠ - عن مجاهد بن جبر، في قوله: {إنما النسيء زيادة في الكفر}، قال: فرَض الله الحجَّ في ذي الحجة، وكان المشركون يُسَمُّون الأشهر: ذو الحجة، والمحرم، وصفر، وربيعٌ، وربيعٌ، وجُمادى، وجُمادى، ورجبُ، وشعبان، ورمضان، وشوّال، وذو القَعدة، وذو الحِجة، ثم يَحُجُّون فيه، ثم يسكُتون عن المحرَّم، فلا يذكُرونه، ثم يعودون فيسمُّون صفرَ صفرَ، ثم يسمُّون رجبَ جمادى الآخرة، ثم يسمُّون شعبان رمضان، ورمضانَ شوال، ويسمُّون ذا القَعدةِ شوال، ثم يسمُّون ذا الحجة ذا القَعدة، ثم يسمُّون المحرَّمَ ذا الحِجة، ثم يحُجُّون فيه، واسمُه عندَهم ذو الحجة، ثم عادوا مثلَ هذه القصة، فكانوا يحُجُّون في كلِّ شهرٍ عامًا، حتى وافَق حجةُ أبي بكرٍ الآخرةَ من العام في ذي القعدة، ثم حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حجتَه التي حجَّ فيها فوافَق ذا الحجة، فذلك حين يقولُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: «إنّ الزمان قد استدار كهيئتِه يوم خلَق الله السماواتِ والأرض» (٣) [٢٩٤٦]. (٧/ ٣٥٢)


[٢٩٤٥] علَّقَ ابنُ عطية (٤/ ٣١٠) على قول أبي وائل: كان الناسِئُ رجلًا من بني كنانة. بقوله: «هذا ضعيف».
[٢٩٤٦] استغرب ابنُ كثير (٧/ ٢٠١) قول مجاهد هذا، واسْتَدْرَكَ عليه مستندًا لدلالة العقل، وظاهر القرآن بقوله: «هذا الذي قاله مجاهد فيه نظر أيضًا، وكيف تصِحُّ حجة أبي بكر وقد وقعت في ذي القعدة؟!، وأنّى هذا، وقد قال الله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله} الآية، وإنّما نُودِي بذلك في حجة أبي بكر، فلو لم تكن في ذي الحجة لما قال تعالى: {يوم الحج الأكبر}؟! ولا يلزم مِن فِعْلِهم النسيءَ هذا الذي ذكره مِن دوران السنة عليهم، وحجهم في كلّ شهر عامين؛ فإنّ النسيء حاصل بدون هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>