للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَكَتُّ عنها لَتُهْلِكَنِّي، ولَأحدهما أشَدُّ عَلَيَّ مِن الأُخرى. فمشى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكَر له ما قال الجُلاسُ، فحلَف باللهِ ما قال، ولقد كذَب عليَّ عُمَيرٌ. فأنزَل اللهُ: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا ولَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ} الآية (١).

(٧/ ٤٤٣)

٣٣٠٥٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالِسًا في ظلِّ شجرةٍ، فقال: «إنّه سيَأتيكم إنسانٌ ينظُرُ إليكم بعَيْنَيْ شيطانٍ، فإذا جاء فلا تُكلِّموه». فلم يَلبَثوا أن طلَع رجلٌ أزرقُ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «علامَ تَشتُمُني أنت وأصحابُك؟». فانطلَق الرجلُ، فجاء بأصحابهِ، فحلَفوا باللهِ ما قالوا، حتى تجاوَز عنهم؛ فأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا} الآية (٢). (٧/ ٤٤٥)

٣٣٠٥٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: كان الجُلاسُ بن سويد بن الصّامِت مِمَّن تخلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، وقال: لَئِن كان هذا الرجلُ صادِقًا لَنَحْن شَرٌّ من الحميرِ. فرفَع عميرُ بنُ سعدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحلَف الجُلاسُ باللهِ لقد كذَب عَلَيَّ، وما قُلْتُ. فأنزَل الله: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا} الآية. فزعَموا أنّه تاب، وحسُنت توبتُه (٣). (٧/ ٤٤٤)

٣٣٠٥٧ - عن أنس بن مالك -من طريق عبد الله بن الفضل- قال: سمِع زيدُ بنُ أرقمَ رجلًا مِن المنافقين يقولُ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخطُبُ: إن كان هذا صادقًا لَنَحْن شَرٌّ مِن الحمير. فقال زيدٌ: هو -واللهِ- صادقٌ، ولأنت شَرٌّ مِن الحمار. فرُفِع ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجَحَد القائلُ؛ فأنْزَل اللهُ: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا} الآيةَ. فكانت الآيةُ


(١) أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٥١٩ - ٥٢٠ - ، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٤٣.
(٢) أخرجه أحمد ٤/ ٢٣١ - ٢٣٢ (٢٤٠٧، ٢٤٠٨)، ٥/ ٣١٦ - ٣١٧ (٣٢٧٧)، والحاكم ٢/ ٥٢٤ (٣٧٩٥)، وابن جرير ١١/ ٥٧١ - ٥٧٢. وأورده والثعلبي ٥/ ٦٩.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٣/ ٤٣٢: «رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والبزار في مسانيدهم، ورواه الطبراني في معجمه، والبيهقي في دلائل النبوة، والواحدي في أسباب النزول، والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما، وهذا سند جيد، وابن مردويه أيضًا». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٢٢ (١١٤٠٨): «رواه أحمد، والبزار، ورجال الجميع رجال الصحيح».
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٤٣، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس.
قال السيوطي في الإتقان ٦/ ٢٣٣٦ عن هذه الطريق: «هي طريق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>