{استغفرْ لهُم أو لا تستغفرْ لهُم إن تستغفر لهم سبعين مرةً}. فلو أعْلَمُ أنِّي إن زِدتُ على السبعين غُفِر له لَزِدتُ عليها» (١).
(٧/ ٤٧٠)
٣٣١٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- في قوله:{استغفرْ لهم أو لا تستغفرْ لهم} الآية، فقال:«لَأَزِيدَنَّ على السبعين». فنسختها:{سواءٌ عليهمْ أستغفرتَ لهُم أم لم تستغفر لهُم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين}[المنافقون: ٦](٢)[٣٠١٠]. (٧/ ٤٧٠)
٣٣١٥٢ - عن عروة بن الزبير -من طريق هشام- أنّ عبد الله بن أُبَيٍّ قال لأصحابه: لولا أنكم تُنفِقون على محمدٍ وأصحابه لانفَضُّوا مِن حَوْلِه. وهو القائلُ:{ليخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ}[المنافقون: ٨]. فأنزَل اللهُ:{استغفرْ لهم أو لا تستغفرْ لهم إن تستغفرْ لهم سبعين مرةً فلن يغفر اللهُ لهمْ}. قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَأَزِيدَنَّ على السبعين». فأنزَل اللهُ:{سواءٌ عليهم أستغفرتَ لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم}[المنافقون: ٦](٣). (٧/ ٤٦٩)
٣٣١٥٣ - عن عامر الشَّعبي -من طريق عطاء بن السائب- أنّ عمر بن الخطاب قال: لقد أصَبْتُ في الإسلام هَفْوَةً ما أصبتُ مِثْلَها قَطُّ؛ أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُصَلِّيَ على عبد الله بن أُبَيٍّ، فأَخَذْتُ بثوبِه، فقلتُ: واللهِ، ما أمَرَك الله بهذا، لقد قال الله:{استغفرْ لهُم أو لا تستغفرْ لهُم إن تستغفرْ لهُم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهُمْ}. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد خَيَّرَني ربِّي، فقال:{استغفرْ لهُمْ أو لا تستغفر لهم}». فقَعَد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على شَفِير القبرِ، فجعَل الناسُ يقولون لابنه: يا حُبابُ، افْعَلْ كذا، يا حُبابُ، افْعَلْ كذا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحُبابُ اسمُ شيطان، أنت
[٣٠١٠] ذَكَرَ ابنُ عطية (٤/ ٣٧٣ بتصرف) أنّ قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} يحتمل أن يكون تخييرًا، ثم قال: «وإذا تَرَتَّب التخيير في هذه الآية صَحَّ أن ذلك التخيير هو الذي نُسِخ بقوله تعالى في سورة المنافقون: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقِينَ} [المنافقون: ٦]».