للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنى إخواننا، فنُرسِل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيُصَلِّي فيه، ولعلَّ أبا عامر أن يَمُرَّ بنا فيُصَلِّي فيه. فبَنَوْا مسجدًا، فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم فيُصَلِّي في مسجدهم، كما صلّى في مسجد إخوتهم، فلمّا جاء الرسول قام ليأتيهم، أو هَمَّ أن يأتيهم؛ فأنزل الله: {والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا} إلى قوله: {لا يزال بُنيانُهُم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} إلى آخر الآية (١). (٧/ ٥٢٤)

٣٣٥٢٤ - قال الحسن البصري، في قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا} إلى قوله: {والله عليم حكيم}: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان حين غزوة تبوك نزل بين ظهراني الأنصار، وبنى مسجد قباء، وهو الذي أُسِّس على التقوى، وكان المنافقون مِن الأنصار بَنَوْا مسجِدًا، فقالوا: نميل به، فإن أتانا محمدٌ فيه وإلا لم [ ... ] (٢)، ونخلو فيه لحوائجِنا، ونبعث إلى أبي عامر الرّاهب -لِمُحارب مِن محاربي الأنصار كان يُقال له: أبو عامر الراهب، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسره- فيأتينا، فنستشيره في أمورنا. فلمّا بَنَوا المسجد؛ وهو الذي قال الله - عز وجل -: {الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين} أي: بين جماعة المؤمنين {وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل} يعني: أبا عامر، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظر الوحي لا يأتيهم ولا يأتونه، فلمّا طال ذلك عليه دعا بقميصه ليأتيهم، فإنّه ليَزُرَّهُ (٣) عليه إذ أتاه جبريل، فقال: {لا تقم فيه أبدا} يعني: ذلك المسجد، {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} يعني: مسجد قباء {أحق أن تقوم فيه} (٤). (ز)

٣٣٥٢٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كان الذين بَنَوْا اثني عشر رجلًا؛ خِذام بن خالد بن عبيد بن زيد، وثعلبة بن حاطب، وهَزّالُ بن أمية، ومُعَتِّب بن قُشَير، وأبو حبيبة بن الأزْعَر، وعَبّادُ بن حُنَيف، وجارية بن عامر، وابناه مُجَمِّعٌ وزيد، ونَبْتَلُ بن الحارث، وبحزج بن عثمان، ووَديعة بن ثابت (٥). (٧/ ٥٢٦)

٣٣٥٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: {وتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ} نزلت في اثني عشر رجلًا من المنافقين، وهم من الأنصار كلهم من بني عمرو بن عوف، منهم: حرح بن خِشْف (٦)،


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) كذا في المصدر.
(٣) يزُرّه: يشدُّ أزراره عليه. ينظر: لسان العرب (زرر).
(٤) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ٢٣١ - .
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٩ - ١٨٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٦) في نسخة دار الكتب العلمية ٢/ ٧٠: حرج بن خشف.

<<  <  ج: ص:  >  >>