حين قال:{سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيًا}[مريم: ٤٧]، {فلما تبين له أنه عدو لله} يعني: مات على الشِّرْك {تبرأ منه}(١). (٧/ ٥٥٣)
٣٣٧٧٣ - عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فضالة- قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ فلانًا يستغفر لأبويه المشركين، قال:«ونحن نستغفر لآبائنا المشركين». فأنزل الله:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} إلى قوله: {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}. فأَمْسَكُوا عن الاستغفار لهم (٢). (ز)
٣٣٧٧٤ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- قال: لَمّا مرِض أبو طالب أتاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال المسلمون: هذا محمد - صلى الله عليه وسلم - يستغفر لعَمِّه، وقد استغفر إبراهيمُ لأبيه. فاستَغْفَروا لقراباتِهم مِن المشركين؛ فأنزل الله:{ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. ثم أنزل الله تعالى:{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} قال: كان يرجوه في حياته، {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}(٣)[٣٠٧١]. (٧/ ٥٧١)
٣٣٧٧٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ رجالًا مِن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا نبيَّ الله، إنّ مِن آبائنا مَن كان يُحْسِنُ الجِوار، ويَصِل الأرحام، ويَفُكُّ العاني، ويُوفي بالذِّمَم، أفلا نستغفر لهم؟! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «بلى، واللهِ، لأَسْتَغْفِرَنَّ لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه». فأنزل الله:{ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية. ثم عَذَرَ اللهُ إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام، فقال:{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} إلى قوله: {تبرأ منه}. وذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«أُوحِي إلَيَّ كلمات، قد دَخَلْن في أُذُنِي، ووَقَرْنَ في قلبي، أُمِرْتُ ألّا أستغفر لِمَن مات مُشركًا، ومَن أعطى فضلَ ماله فهو خيرٌ له، ومَن أمْسَك فهو شَرٌّ له، ولا يلوم اللهُ على كفافٍ»(٤). (٧/ ٥٥٢)
[٣٠٧١] علَّق ابنُ عطية (٤/ ٤٢٢) على هذا القول بقوله: «والآيةُ على هذا ناسِخةٌ لفِعل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ أفعاله في حُكْمِ الشرعِ المُسْتَقِرِّ».