وقد ذكر ابنُ جرير (١٢/ ٣٢٢) الخلاف في قراءة ذلك، والخلاف في تأويله، ثم رجّح مستندًا إلى السياق القول الثاني، معللًا ذلك بقوله: «وإنما قلنا ذلك أولى التأويلات بالآية لأنّ قوله: {ليستخفوا منه} بمعنى: ليستخفوا من الله، وأن الهاء في قوله: {منه} عائدة على اسم الله، ولم يجرِ لمحمد ذِكْرٌ قبلُ فيُجْعَل مِن ذكره - صلى الله عليه وسلم - وهي في سياق الخبر عن الله. فإذا كان ذلك كذلك كانت بأن تكون مِن ذِكْرِ الله أولى. وإذا صح أنّ ذلك كذلك كان معلومًا أنهم لم يحدثوا أنفسهم أنهم يستخفون من الله إلا بجهلهم به، فلما أخبرهم -جل ثناؤه- أنّه لا يخفى عليه سِرُّ أمورهم وعلانيتها على أي حال كانوا». وذكر ابنُ عطية (٤/ ٥٤٠) القول الأول، وعلّق عليه بقوله: «و {صُدُورَهُمْ} منصوبة على هذا بـ {يَثْنُونَ}».