للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحب المال، فيقول الله: عبدي، ألم أُنْعِم عليك؟ ألم أُوَسِّع عليك؟ فيقول: بلى، يا رب. فيقول: فماذا عمِلْتَ فيما آتيتُك؟ فيقول: يا ربِّ، كنت أصِلُ الرَّحِم، وأتصدق، وأفعل، وأفعل. فيقول الله له: كذبت، بل أردت أن يُقال: فلان جواد. فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ويُدْعى المقتول، فيقول الله له: عبدي، فيم قُتِلْتَ؟ فيقول: يا ربِّ، فيك وفي سبيلك. فيقول الله له: كذبتَ. وتقول الملائكة: كذبتَ. ويقول الله له: بل أردتَ أن يُقال: فلان جريء. فقد قيل ذلك، اذهب، فليس لك اليوم عندنا شيء». ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أولئك الثلاثةُ أوَّلُ خلقِ الله تُسَعَّر بهم النارُ يوم القيامة». فحُدِّث معاوية بهذا الحديث فبكى، وقال: صدق الله ورسوله، {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} إلى قوله: {وباطل ما كانوا يعملون} [هود: ١٥ - ١٦] (١). (٨/ ٢٤)

٣٥٢٣٨ - عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان يومُ القيامة صارت أُمَّتي ثلاثةَ فرق: فرقة يعبدون الله خالصًا، وفرقة يعبدون الله رياءً، وفرقة يعبدون الله يُصِيبون به دنيا، فيقول للذي كان يعبد الله لِلدُّنْيا: بعِزَّتي وجلالي، ما أردتَ بعبادتي؟ فيقول: الدنيا. فيقول: لا جرم، لا ينفعك ما جمعت، ولا ترجع إليه، انطلقوا به إلى النّار. ويقول للذي يعبد اللهَ رياءً: بعِزَّتي وجلالي، ما أردتَ بعبادتي؟ قال: الرياء. فيقول: إنّما كانت عبادتُك التي كنت تُرائِي بها لا يصعد إلَيَّ منها شيءٌ، ولا ينفعك اليوم، انطلقوا به إلى النار. ويقول للذي كان يعبد الله خالصًا: بعِزَّتي وجلالي، ما أردتَ بعبادتي؟ فيقول: بعِزَّتك وجلالك، لَأنتَ أعلمُ به مِنِّي، كنت أعبدُك لوجهك ولدارك. قال: صدق عبدي، انطلقوا به إلى الجنة» (٢). (٨/ ٢٥)


(١) أخرجه الترمذي ٤/ ٣٩٣ - ٣٩٦ (٢٥٤٠)، وابن خزيمة ٤/ ١٩٤ - ١٩٥ (٢٤٨٢)، وابن حبان ٢/ ١٣٥ - ١٣٨ (٤٠٨)، والحاكم ١/ ٥٧٩ (١٥٢٧)، وابن جرير ١٢/ ٣٥٠ - ٣٥٢، من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عقبة بن مسلم، عن شفي الأصبحي، عن أبي هريرة به. وأصله عند مسلم ٣/ ١٥١٣ (١٩٠٥).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووصفه المنذري في الترغيب بالغرابة ١/ ٧٣.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/ ٢٠٩ (٥١٠٥)، والبيهقي في الشعب ٩/ ١٣٨ (٦٣٨٩)، من طريق عبيد بن إسحاق العطار، عن قطري الخشاب، عن عبد الوارث، عن أنس بن مالك به.
قال الطبراني: «لم يروه عن عبد الوارث إلا قطري الخشاب، تفرد به عبيد بن إسحاق العطار». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٥١ (١٨٣٩٧): «فيه عبيد بن إسحاق العطار، وقد ضعَّفه الجمهور، ورضيه أبو حاتم الرازي، ووثَّقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ١١/ ٢٥٤ (٥١٥٣): «ضعيف جدًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>