للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هن أطهر لكم فاتقوا الله} إلى قوله: {أو ءاوي إلى ركن شديد}. فقالوا: {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك}. فذلك حين عَلِم أنّهم رسل الله، وقال مَلَك بجناحه، فما غُشِي تلك الليلةَ بجناحِه إلا عَمِي، فباتوا بشرِّ ليلةٍ عُمْيًا ينتظرون العذاب، فاستأذن جبريل - عليه السلام - في هلاكهم، فأُذِن له، فاحتمل الأرضَ التي كانوا عليها، وأَهْوى بها، حتى سمع أهلُ سماء الدنيا ضُغاءَ كلابهم، وأوقد تحتَهم نارًا، ثم قَلَبَها بهم، فسمعت امرأتُه الوَجْبَةَ (١) وهي معهم، فالتَفَتَتْ، فأصابها العذابُ، وتُبِعت سُفّارُهم (٢) بالحجارة (٣). (٨/ ١١٤)

٣٦١٠٧ - عن جندب بن سفيان -من طريق الأسود بن قيس- قال: فخَرَجَ مَلَك مِن الملائكة، فقال: كونوا عُمْيًا. حتى إذا أصبحوا حمل أرضَهم على جناحه، فمضى بها، ثُمَّ قَلَبَها (٤). (ز)

٣٦١٠٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: لَمّا جاءت رسلُ اللهِ لوطًا - عليه السلام - ظَنَّ أنّهم ضِيفانٌ لقوه، فأدناهم حتى أقعدهم قريبًا، وجاء ببناته، وهُنَّ ثلاثة، فأقْعَدَهُنَّ بين ضيفانه وبين قومه، فجاءه قومه يُهرَعون إليه، فلمّا رآهم قال: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي}. قالوا: {ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد}. قال: {لو أن لي بكم قوة أو ءاوي إلى ركن شديد}. فالتفت إليه جبريل - عليه السلام -، فقال: {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك}. فلمّا دَنَوْا طَمَسَ أعينَهم، فانطلقوا عُميًا يركب بعضهم بعضًا، حتى إذا خرجوا إلى الذين بالباب قالوا: جئناكم مِن عند أسْحَرِ الناس. ثم رُفِعَتْ في جوف الليل، حتى إنّهم لَيَسْمَعون صوت الطير في جوِّ السماء، ثم قُلبت عليهم، فمَن أصابته الائتِفاكة أهلكته، ومَن خرج منها أتبَعَته حيث كان حجرًا فقتلته، فارتحل ببناته، حتى بلغ مكان كذا مِن الشام ماتت ابنتُه الكبرى، فخرجت عندها عينٌ، ثم انطلق حيث شاء الله أن يبلغ فماتت الصغرى، فخرجت عندها عين، فما بقي مِنهُنَّ إلا الوُسْطى (٥). (٨/ ١١٦)


(١) الوجبة: السَّقْطة مع الهَدَّة. النهاية (وجب).
(٢) قوم سُفّار: ذوو سفر. تاج العروس (سفر).
(٣) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٣٠٧، وابن جرير ١٢/ ٤٩٥، ٥١٨، وفي التاريخ ١/ ٢٨٩، ٢٩٩، ٣٠٣، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٦٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٦٦.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٦٤ - ٢٠٦٥، والحاكم ٢/ ٣٤٤. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وأبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>