للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٥٢٣ - عن أبي اليَسَرِ، قال: أتَتْني امرأةٌ تَبْتاعُ تمرًا، فقلتُ: إنّ في البيت تمرًا أطيبَ مِنه. فدَخَلَتْ معي البيتَ، فأَهْوَيْتُ إليها، فقَبَّلْتُها، فأتيتُ أبا بكر، فذكرتُ ذلك له، فقال: استُرْ على نفسِك، وتُبْ. فأتيتُ عمرَ، فذكرتُ ذلك له، فقال: استُرْ على نفسِك، وتُبْ، ولا تُخْبِر أحدًا. فلم أصْبِر، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ ذلك له، فقال: «أخَلَّفت غازيًا في سبيل الله في أهلِه بمِثْلِ هذا؟!». حتى تَمَنّى أنّه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة، حتى ظنَّ أنّه مِن أهل النار، وأطرقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - طويلًا، حتى أوحى الله إليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل} إلى قوله: {للذاكرين}. قال أبو اليسر: فأتيتُه، فقَرَأها عَلَيَّ، فقال أصحابُه: يا رسول الله، ألهذا خاصَّة أم للناس عامَّة؟ قال: «بل للناس عامَّة» (١). (٨/ ١٥١)

٣٦٥٢٤ - عن بريدة، قال: جاءتِ امرأةٌ مِن الأنصار إلى رجلٍ يبيع التمرَ بالمدينة، وكانت امرأةً حسناء جميلة، فلمّا نظر إليها أعْجَبَتْه، وقال: ما أرى عندي ما أرضى لكِ هاهنا، ولكن في البيت حاجتُكِ. فانطَلَقَتْ معه، حتى إذا دَخَلَتْ راودَها على نفسها، فأَبَتْ، وجعلت تُناشده، فأصاب منها مِن غير أن يكون أفْضى إليها، فانطلق الرجل، ونَدِم على ما صَنَع، حتى أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فقال: «ما حملكَ على ذلك؟». قال: الشيطان. فقال له: «صَلِّ مَعَنا». ونزل: {وأقم الصلاة طرفي النهار} يقول: صلاة الغداة، والظهر، والعصر، {وزلفًا من الليل} المغرب، والعشاء، {إن الحسنات يذهبن السيئات}. فقال الناس: يا رسول الله، لهذا خاصَّة أم للناس عامَّة؟ قال: «بل هي للناس عامَّة» (٢). (٨/ ١٥٤)

٣٦٥٢٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: جاء رجلٌ إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّ امرأةً جاءت تُبايِعُني، فأدْخَلتُها، فأصبتُ منها ما دُونَ الجِماع. فقال: «لعلها مُغِيبَة (٣) في سبيل الله». قال: أجل. فنَزَل القرآن: {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية. فقال الرجل: ألي خاصَّة أم للمؤمنين عامَّة؟ فضرب عمر في صدره، وقال: لا، ولا نُعمَة عَيْنٍ (٤)،


(١) أخرجه الترمذي ٥/ ٣٤٦ - ٣٤٧ (٣٣٧٧)، وابن جرير ١٢/ ٦٢٤، ٦٢٥، من طريق قيس بن الربيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٣) المُغِيبَة: التي غاب عنها زوجها. النهاية (غيب).
(٤) نُعمَة عين -بالضم-: قُرة عين. النهاية (نعم).

<<  <  ج: ص:  >  >>