وقد رجّح ابنُ جرير (١٣/ ٢٨٥) مستندًا إلى إجماع أهل التاريخ، وإلى اللغة القول الثاني، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة قولُ مَن قال: عنى بقوله: {قال كبيرهم}: روبيل؛ لإجماع جميعهم على أنّه كان أكبرهم سنًّا، ولا تفهم العرب في المخاطبة إذا قيل لهم: فلان كبير القوم. مطلقًا بغيرِ وصلٍ إلا أحد معنيين؛ إمّا في الرياسة عليهم والسؤدد، وإمّا في السن، فأمّا في العقل فإنهم إذا أرادوا ذلك وصلوه، فقالوا: هو كبيرهم في العقل. فأمّا إذا أطلق بغير صلته بذلك فلا يفهم إلا ما ذكرت. وقد قال أهل التأويل: لم يكن لشمعون -وإن كان قد كان مِن العلم والعقل بالمكان الذي جعله الله به- على إخوته رياسة وسُؤْدَد؛ فيُعْلَم بذلك أنه عُنِي بقوله: {قال كبيرهم}. فإذا كان ذلك كذلك فلم يبق إلا الوجه الآخر، وهو الكبر في السِّن، وقد قال الذين ذكرنا جميعًا: روبيل كان أكبر القوم سنًّا، فصحَّ بذلك القول الذي اخترناه». ووافقه ابنُ عطية (٥/ ١٣٠) بقوله: «وهذا أظهر».