للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن من مارِج من نار -وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا أُلهِبَت-. قال: وخُلِق الإنسان من طين، فأول من سكن الأرضَ الجنُّ، فأفسدوا فيها، وسفكوا الدماء، وقتل بعضهم بعضًا. قال: فبعث الله إليهم إبليسَ في جُندٍ من الملائكة -وهم هذا الحي الذين يقال لهم: الجن-، فقتلهم إبليس ومَن معه، حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، فلما فعل إبليس ذلك اغْتَرَّ في نفسه، وقال: قد صنعت شيئًا لم يصنعْه أحد. قال: فاطَّلع الله على ذلك من قلبه، ولم تطَّلع عليه الملائكة الذين كانوا معه، فقال الله للملائكة الذين معه: {إني جاعل في الأرض خليفة}. فقالت الملائكة مجيبين له: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}، كما أفسدت الجن، وسفكت الدماء، وإنما بعثتنا عليهم لذلك (١). (ز)

١١٢٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: لقد أخرج الله آدمَ من الجنة قبل أن يدخلها؛ قال الله: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}. وقد كان فيها قبل أن يُخْلَق بألفي عام الجِنُّ؛ بنو الجان، فأفسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء، فلَمّا أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودًا من الملائكة، فضربوهم، حتى ألحقوهم بجزائر البحور، فلما قال الله: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}، كما فعل أولئك الجان. فقال الله: {إني أعلم ما لا تعلمون} (٢). (١/ ٢٤١)

١١٢٨ - وعن عبد الله بن عمرو -من طريق مجاهد-، مثله (٣). (١/ ٢٤١)

١١٢٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عَمَّن حدثه- في قوله: {وإذ قال ربك للملائكة} الآية، قال: إنّ الله قال للملائكة: إنِّي خالقٌ بشرًا، وإنهم يتحاسدون، فيقتل بعضهم بعضًا، ويفسدون في الأرض. فلذلك قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها} (٤). (١/ ٢٤٥)

١١٣٠ - عن عبد الله بن عباس، قال: إيّاكم والرَّأْيَ؛ فإن الله تعالى رد الرَّأْيَ على الملائكة، وذلك أن الله تعالى قال: {إني جاعل في الأرض خليفة}. قالت الملائكة:


(١) أخرجه ابن جرير ١/ ٤٨٢ - ٤٨٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه الحاكم ٢/ ٢٦١.
وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٧٧ (٣٢١).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>