للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أتجعل فيها من يفسد فيها}. قال: {إني أعلم ما لا تعلمون} (١). (١/ ٢٤٦)

١١٣١ - عن قتادة -من طريق سعيد-: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} وقد علِمَت الملائكة من عِلْمِ الله أنّه لا شيء أكره إلى الله من سفك الدماء والفساد في الأرض، {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}. فكان في علم الله -جَلَّ ثناؤُه- أنّه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء، ورسل، وقوم صالحون، وساكنو الجنة. =

١١٣٢ - قال قتادة: وذُكِر لنا أنّ ابن عباس كان يقول: إنّ الله لَمّا أخذ في خلق آدم قالت الملائكة: ما الله خالقٌ خَلْقًا أكرم عليه مِنّا، ولا أعلم مِنّا. فابْتُلُوا بخلق آدم، وكل خَلْقٍ مُبْتَلًى، كما ابتُلِيَت السموات والأرض بالطاعة، فقال الله: {ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} [فصلت: ١١] (٢) [١٤٠]. (ز)

١١٣٣ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: إنّ الله خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فكَفَر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض، فمن ثَمَّ قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} (٣). (١/ ٢٤٣)

١١٣٤ - عن مجاهد -من طريق ابنه عبد الوهاب- قال: كان إبليس على سُلْطان سماء الدنيا وسُلْطان الأرض، وكان [مكتوبًا] في الرفيع الأعلى عند الله أنه سيجعل في الأرض خليفة، وأنه سيكون دمًا و [أحداثًا]، فوجد ذلك إبليس، فقرأه أو أبصره دون الملائكة، فلمّا ذكر أمرَ آدم للملائكة أخبر إبليسُ الملائكةَ أنّ هذا الخليفة الذي يكون ستسجد له الملائكة، وأسَرَّ إبليس في نفسه أن لن يسجد له، وأخبر الملائكةَ


[١٤٠] عَلَّقَ ابنُ جرير (١/ ٤٩٢) على قول قتادة هذا بقوله: «وهذا الخبر عن قتادة يدل على أن قتادة كان يرى أن الملائكة قالت ما قالت على غير يقين علمٍ تَقَدَّم منها بأنّ ذلك كائن، ولكن على الرأي منها والظنّ، وأن الله -جَلَّ ثناؤه- أنكر ذلك من قِيلِها، وردّ عليها ما رأت بقوله: {إني أعلم ما لا تعلمون} من أنه يكون من ذرية ذلك الخليفة الأنبياء، والرسل، والمجتهد في طاعة الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>