أن الله سيخلق خلقًا، وأنه يسفك الدماء، وأنه سيأمر الملائكة يسجدون لذلك الخليفة، قال: فلما قال الله - عز وجل -: {إني جاعل في الأرض خليفة} حَفِظُوا ما كان قال لهم إبليس قبل ذلك، فقالوا:{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}(١). (ز)
١١٣٥ - عن الحسن البصري -من طريق جرير بن حازم، ومبارك، وأبي بكر- =
١١٣٦ - وقتادة -من طريق أبي بكر- قالا: قال الله لملائكته: {إني جاعل في الأرض خليفة}. قال لهم: إني فاعِل. فعَرَضوا برأيهم، فعلَّمهم عِلْمًا، وطوى عنهم عِلمًا عَلِمه لا يعلمونه. فقالوا بالعلم الذي عَلَّمهم:{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} وقد كانت الملائكة عَلِمَت من عِلْمِ الله أنه لا ذنب أعظم عند الله من سفك الدماء، {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}(٢). (ز)
١١٣٧ - عن أبي جعفر محمد بن علي -من طريق معروف المَكِّيّ عمَّن سمع أبا جعفر- قال: السِّجِلُّ مَلَكٌ، وكان هاروت وماروت من أعوانه، وكان له كل يوم ثلاث لَمَحات ينظرهن في أُمِّ الكتاب، فنظر نظرة لم تكن له، فأبصر فيها خَلْق آدم وما فيه من الأمور، فأسرَّ ذلك إلى هاروت وماروت وكانا من أعوانه، فلما قال:{إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}. قالا ذلك استطالة على الملائكة (٣)[١٤١]. (١٠/ ٣٩٦)
١١٣٨ - عن قتادة -من طريق مَعْمَر- {أتجعل فيها من يفسد فيها}، قال: كان الله أعْلَمَهُم إذا كان في الأرض خَلْقٌ أفسدوا فيها، وسفكوا الدماء، فذلك قوله:{أتجعل فيها من يفسد فيها}. يعنون: الناس (٤). (ز)
[١٤١] انتقد ابن كثير (١/ ٣٤٢) هذه الرواية بقوله: «هذا أثر غريب. وبتقدير صحته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر، فهو نقله عن أهل الكتاب، وفيه نكارة توجب رده، والله أعلم. ومقتضاه: أن الذين قالوا ذلك إنما كانوا اثنين فقط، وهو خلاف السياق».