كُذِبُوا. فقال الضحاك: لو رحلتُ في هذه إلى اليمن لكان قليلًا (١). (٨/ ٣٥٥)
٣٨٤٧١ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- قال: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِن قومهم أن يُؤْمِنوا، وظنَّ قومُهم أنّ الرُّسُلَ قد كَذَبوا؛ جاءهم نصرُنا، فننجي مَن نشاء (٢). (ز)
٣٨٤٧٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- أنّه قال في هذه الآية:{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، قُلتُ: كُذِبوا! قال: نعم، ألم يكونوا بشرًا؟ (٣). (ز)
٣٨٤٧٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- أنّه قرأها:(كَذَبُوا) بفتح الكاف، والتخفيف. قال: استيأس الرسلُ أن يُعَذَّبَ قومُهم، وظنَّ قومُهم أنّ الرسلَ قد كَذَبوا، {جاءهم نصرنا} قال: جاء الرسلَ نصرُنا. قال مجاهد: قال في المؤمن: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم}[غافر: ٨٣] قال: قولهم: نحن أعلم منهم، ولن نُعذَّبَ. وقوله:{وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} قال: حاق بهم ما جاءت به رسلهم مِن الحَقِّ (٤)[٣٤٦٨]. (٨/ ٣٥٦)
٣٨٤٧٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله:{حتى إذا استيأس الرسل} أنّ يُصَدِّقَهم قومُهم، وظنَّ قومُهم أن الرسلَ قد كذبوا (٥) جاء الرسلَ نصرُنا (٦). (ز)
[٣٤٦٨] هذا القولُ الذي قاله مجاهد مَبْنِيٌّ على قراءة (كَذَبُوا) بالفتح، وهو ما انتقده ابنُ جرير (١٣/ ٣٩٩) مستندًا لإجماع القراء، فقال: «وهذه القراءة لا أستجيز القراءة بها؛ لإجماع الحجة من قراء الأمصار على خلافها». ثم قال: «ولو جازت القراءة بذلك لاحتمل وجهًا من التأويل، وهو أحسن مِمّا تأوله مجاهد، وهو: {حتى إذا استيأس الرسل} من عذاب الله قومَها المكذبة بها، وظنَّت الرسلُ أنّ قومها قد كذبوا وافتروا على الله بكفرهم بها. ويكون الظن مُوَجَّهًا حينئذ إلى معنى العلم، على ما تأوله الحسن وقتادة».