٣٨٤٧٥ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله:{حتى إذا استيأس الرسل} قال: استيأسوا مِن قومهم أن يجيبوهم، ويؤمنوا بهم، {وظنوا} يقول: وظنَّ قَومُ الرُّسُلِ أنَّ الرُّسُلَ قد كَذَبُوهُمُ الموعدَ (١). (ز)
٣٨٤٧٦ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة- =
٣٨٤٧٧ - وهو قول قتادة:«وظَنُّوا أنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا»، أي: استيقنوا أنّه لا خير عند قومهم، ولا إيمان {جاءهم نصرنا}(٢)[٣٤٦٩]. (ز)
٣٨٤٧٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق محمد بن ثور، عن معمر- قال:{حَتّى إذا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} قال: مِن قَومِهِم، «وظَنُّوا أنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا» قال: وعَلِمُوا أنَّهم قد كُذِّبُوا؛ {جاءَهُمْ نَصْرُنا}(٣). (ز)
٣٨٤٧٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق عبد الرزاق، عن معمر- قال:{حَتّى إذا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} مِمَّن كذَّبهم مِن قومهم أن يُصَدِّقوهم، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أنّ مَن قد آمن بهم مِن قومهم قد كذَّبوهم؛ جاءهم نصر الله عند ذلك (٤). (ز)
٣٨٤٨٠ - قال مقاتل بن سليمان:{حتى إذا استيأس الرسل} من إيمان قومهم؛ أوْعَدَتْهُم رسلُهم العذابَ في الدنيا بأنّه نازل بهم، {وظنوا أنهم قد كذبوا}: حَسِب قومُ الرسلِ قد كذَبوهم العذابَ في الدنيا بأنّه نازِلٌ بهم (٥). (ز)
[٣٤٦٩] انتَقَد ابنُ جرير (١٣/ ٣٩٧ - ٣٩٨) هذا القول الذي قاله الحسن، وقتادة مستندًا لدلالة اللغة، وأقوال السلف، فقال: «وهذا التأويل الذي ذهب إليه الحسن وقتادة في ذلك إذا قُرِئ بتشديد الذال وضم الكاف خلاف لما ذكرنا مِن أقوال جميع مَن حكينا قولَه مِن الصحابة؛ لأنّه لم يُوَجِّه الظنُّ في هذا الموضع منهم أحد إلى معنى العلم واليقين، مع أنّ الظن إنما استعمله العربُ في موضع العلم فيما كان مِن علم أُدْرِك مِن جهة الخبر، أو مِن غير وجه المشاهدة والمعاينة، فأما ما كان من علم أدرك من وجه المشاهدة والمعاينة فإنها لا تستعمل فيه الظن، لا تكاد تقول: أظنني حيًّا، وأظنني إنسانًا. بمعنى: أعلمني إنسانًا، وأعلمني حيًّا. والرسل الذين كذبتهم أممُهم لا شكَّ أنها كانت لأممها شاهدة، ولتكذيبها إياها منها سامعة، فيقال فيها: ظنت بأممها أنها كذبتها».