وذكر ابنُ عطية (٥/ ١٨٧) لقوله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ} احتمالين: الأول: «أن يكون بمعنى: يحرسونه، ويذُبُّون عنه، فالضمير معمول ليحفظ». والثاني: «أن يكون بمعنى: حِفْظ الأقوال وتحصيلها». ثم وجَّهه بقوله: «ففي اللفظة حينئذٍ حذف مضاف، تقديره: يحفظون أعمالهم، ويكون هذا حينئذٍ من باب {وسْئَلِ القَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢]، وهذا قول ابن جريج». وذكر ابنُ عطية (٥/ ١٨٧) لقوله تعالى: {مِن أمْرِ اللهِ} معنيين بناءً على ما تقدم: الأول: «مَن جعل {يَحْفَظُونَهُ} بمعنى: يحرسونه، كان معنى قوله: {مِن أمْرِ اللَّهِ} يراد به: المعقبات». ثم وجَّهه بقوله: «فيكون في الآية تقديم وتأخير، أي: له معقِّباتٌ مِن أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، قال أبو الفتح: فـ {مِن أمْرِ اللَّهِ} في موضع رفع؛ لأنه صفة لمرفوع وهي المعقبات». الثاني: «ومَن تأوَّل الضمير في {لَهُ} عائد على العبد، وجعل المعقبات: الحرس، وجعل الآية في رؤساء الكافرين؛ جعل قوله: {مِن أمْرِ اللَّهِ} بمعنى: يحفظونه بزعمه مِن قَدَر الله، ويدفعونه في ظنه عنه، وذلك لجهالته بالله تعالى». ثم علَّق عليه بقوله: «وبهذا التأويل جعلها المتأولون في الكافرين، قال أبو الفتح: فـ {مِن أمْرِ اللَّهِ} على هذا في موضع نصب، كقولك: حفظت زيدًا من الأسد، فـ» من الأسد «معمول لـ» حفظت «».