للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس؛ منه شرابُهم ونباتُهم ومنفعتُهم، {أو متاع زبد مثله} ومِثْلُ الزَّبَد: كُلُّ شيء يُوقَد عليه في النار؛ الذهب، والفضة، والنحاس، والحديد، فيذهب خَبَثُه، ويبقى ما ينفع في أيديهم، والخَبَث والزَّبَد مثل الباطل، والذي ينفع الناس مِمّا تحصل في أيديهم مِمّا ينفعهم المال الذي في أيديهم (١). (ز)

٣٨٩٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ ضرب اللهُ تعالى مَثَل الكفر والإيمان، ومَثَل الحقِّ والباطل، فقال: {أنزل من السماء ماءً فسالت أوديةُ بقدرها} وهذا مَثَل القرآن الذي علِمَه المؤمنون، وتَرَكَه الكفارُ، فسال الوادي الكبير على قدر كِبَرِه، منهم مَن حمل منهم كبيرًا، والوادي الصغير على قَدْرِه، {فاحتمل السيل} يعني: سيل الماء {زبدًا رابيًا} يعني: عاليًا، {ومما يوقدون عليه في النار} أيضًا {ابتغآء حليةٍ} يعني: الذهب، والفضة. ثم قال: {أو متاع} يعني: المشبه، والصفر، والحديد، والرصاص، له أيضًا {زبدُ مثله} فالسيل [له] زَبَدٌ لا يُنتَفَع به، والحُلِيُّ والمتاع له أيضًا زَبَد إذا أُدْخِل النار أخْرَجَ خَبَثَه، ولا يُنتَفَعُ به، والذهب والفضة والمتاع يُنتَفَعُ به، ومَثَل الماء مَثَل القرآن، وهو الحق، ومَثَل الأودية مَثَل القلوب، ومَثَل السَّيل مَثَل الأهواء، فمَثَلُ الماء والحُلِيّ والمتاع الذي يُنتَفَع به مَثَلُ الحق الذي في القرآن، ومَثَل زَبَد الماء وحيثُ المتاعُ الذي لا يُنتَفَعُ به مَثَلُ الباطل، فكما يُنتَفَع بالماء وما خلص مِن الحُلِيِّ، والمتاع الذي ينتفع به أهلُه في الدنيا فكذلك الحقُّ ينتفع به أهلُه في الآخرة، وكما لا ينتفع بالزَّبَد وخَبَث الحُلِيِّ والمتاع أهلُه في الدنيا فكذلك الباطلُ لا ينتفع أهلُه في الآخرة، {كذلك يضرب الله الحق والبطل فأما الزبد فيذهب جفاءً} يعني: يابِسًا لا ينتفع به الناس كما لا ينتفع بالسيل، {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} فيَسْتَقُون، ويَزْرَعُون عليه، وينتفعون به، يقول: {كذلك يضرب الله الأمثال} يعني: الأشباه، فهذه الثلاثة الأمثال ضَرَبَها اللهُ في مَثَل واحد (٢). (ز)

٣٨٩٦٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال في قوله: {ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله}، قال: هذا مَثَلٌ ضَرَبَه الله للحقِّ والباطل، فقرأ: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا} هذا الزَّبَد لا ينفع، {أو متاع زبد مثله} هذا لا ينفع أيضًا. قال: وبَقِي الماءُ في الأرضِ، فنَفَع الناسَ، وبَقِي الحُلِيُّ الذي صلح مِن هذا، فانتفع الناسُ به، {فأما الزبد فيذهب


(١) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٥٠٢.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>