وظاهر كلام ابن تيمية ترجيحُه أنّ المراد بمن عنده علم الكتاب: أهل الكتاب، استنادًا للدلالة العقلية، والنظائر، فقال: «وأما أهل الكتاب فإذا شهدوا بما تواتر عندهم عن الأنبياء وبما علم صدقه كانت تلك شهادةً نافعة، كما لو كان الأنبياء موجودين وشهدوا له؛ لأنّ ما ثبت نقله عنهم بالتواتر وغيره كان بمنزلة شهادتهم أنفسهم. ولهذا نحن نشهد على الأمم بما علمناه من جهة نبينا، كما قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} [البقرة: ١٤٣]، ... والله? قد ذكر الاستشهاد بأهل الكتاب في غير آية، كقوله تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به} [فصلت: ٥٢]، {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} [الأحقاف: ١٠] أفترى عليًّا هو مِن بني إسرائيل؟ وقال تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} [يونس: ٩٤]، فهل كان علي من الذين يقرءون الكتاب من قبله؟ وقال: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} [يوسف: ١٠٩]، {فاسألوا أهل الذكر} [النحل: ٤٣] فهل أهل الذكر الذين يسألونهم هل أرسل الله إليهم رجالًا هم علي بن أبي طالب؟!».