ثم وجَّهَ (١/ ٥٣٤ بتصرف) خروجَ الخبر عن إبليس مخرج الخبر عن الجميع بقوله: «وذلك أنّ من شأن العرب إذا أخبرتْ خبرًا عن بعض جماعة بغير تسمية شخص بعينه؛ أن تُخْرِج الخبرَ عنه مَخْرَج الخبر عن جميعهم، وذلك كقولهم: قُتِل الجيش وهُزموا. وإنّما قُتِل الواحد أو البعض منهم، وهُزِم الواحد أو البعض ... كما قال -جَلَّ ثناؤه-: {إنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وراءِ الحُجُراتِ أكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: ٤]، ذُكِر أن الذي نادى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ... كان رجلًا من جماعة بني تميم، ... فكذلك قوله: {وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} أخرج الخبر مخرج الخبر عن الجميع، والمراد به الواحد منهم». وبنحو توجيهه قال ابنُ عطية (١/ ١٧٦).