للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاءه ملَكان يسألانه، فقالا: كيف تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظْهُرِكم، الذي يُقال له: محمدٌ؟ فلقَّنه الله الثبات، وثباتُ القبر خمسٌ؛ أن يقول العبدُ: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم قالا له: اسكُن، فإنّك عشتَ مؤمنًا، ومِتَّ مؤمنًا، وتُبْعَثُ مؤمنًا. ثم أرَياه منزله مِن الجنة يَتَلَأْلَأُ بنور عرش الرحمن» (١).

(٨/ ٥٣٣)

٣٩٧٩٠ - عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ العبد إذا وُضِع في قبره، وتَوَلّى عنه أصحابُه؛ إنّه لَيَسْمَع قَرْعَ نعالِهم، يأتيه ملَكان، فيُقعِدانِه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل -زاد ابن مردويه- الذي كان بين أظهركم، الذي يُقال له: محمدٌ». قال: «فأمّا المؤمنُ فيقولُ: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيُقال له: انظُر إلى مقعدك مِن النار، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا مِن الجنة». قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «فيراهما جميعًا». قال قتادة: وذُكِر لنا: أنّه يُفسَح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأُ عليه خَضِرًا. «وأَمّا المنافق والكافرُ فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس. فيقال له: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ. ويُضرَب بمِطراقٍ مِن حديد ضربةً، فيصيح صيحةً يسمعها مَن يليه إلا الثَّقَلَيْن» (٢). (٨/ ٥٣٣)

٣٩٧٩١ - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ هذه الأمة تُبْتَلى في قبورها، وإنّ المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه مَلَكٌ، فسأله: ما كنت تعبد؟ فإنِ اللهُ هداه قال: كنت أعبد الله. فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقولُ: هو عبدُ الله ورسولُه. فما يُسْأَلُ عن شيءٍ بعدها، فينطلِقُ إلى بيتٍ كان له في النار، فيُقال له: هذا بيتُك، كان لك في النار، ولكنَّ الله عَصَمَك ورحِمك، فأبدلك بيتًا في الجنة. فيقولُ: دعوني حتى أذهب فأُبَشِّر أهلي. فيُقال له: اسكُن. وإنّ الكافرَ إذا وُضِع في قبره أتاه مَلَكٌ، فينتهِرُه، فيقول له: ما كنت تعبدُ؟ فيقولُ: لا أدري. فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يقول الناس. فيضربونه بمِطْراقٍ مِن حديدٍ بين أذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعها الخلق إلا الثَّقَلَيْن» (٣). (٨/ ٥٣٤)


(١) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٢) أخرجه البخاري ٢/ ٩٨ - ٩٩ (١٣٧٤)، ومسلم ٤/ ٢٢٠٠ (٢٨٧٠). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٣) أخرجه أحمد ٢١/ ١١٩ - ١٢٠ (١٣٤٤٧)، وأبو داود ٧/ ١٢٩ - ١٣٠ (٤٧٥١)، وابن حبان ٧/ ٣٩١ (٣١٢٠)، من طرق، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس به.
إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>