للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٩٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَيْر- قال: كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة، فلما أكلا منها {بدت لهما سوآتهما}، وكان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما، {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}: ورق التين، يَلْزِقان بعضه إلى بعض، فانطلق آدم مُوَلِّيًا في الجنة، فأخذت برأسه شجرةٌ من شجر الجنة، فناداه رَبُّهُ: يا آدم، أمنِّي تَفِرُّ؟ قال: لا، ولَكِنِّي أستحييك، يا رب. قال: أما كان لك فيما منحتُك من الجنة، وأبحتُك منها مندوحةً عما حَرَّمْتُ عليك؟ قال: بلى، يا رب، ولكن -وعِزَّتِك- ما حَسِبْتُ أنّ أحدًا يحلف بك كاذبًا. قال: فبعزتي، لأُهْبِطَنَّك إلى الأرض، ثُمَّ لا تنال العيش إلا كَدًّا. فأُهْبِطا من الجنة، وكانا يأكلان منها رَغَدًا، فأُهْبِط إلى غير رَغَد من طعام ولا شراب، فعُلِّم صنعة الحديد، وأُمِر بالحَرْث فحَرَث، وزرع، ثم سقى، حتى إذا بلغ حصد، ثم داسه، ثم ذَرّاه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ، وكان آدم حين أهبط من الجنة بكى بكاءً لم يَبْكِه أحد، فلو وُضِع بكاء داود على خطيئته، وبكاء يعقوب على ابنه، وبكاء ابن آدم على أخيه حين قتله، مع بكاء أهل الأرض؛ ما عدل ببُكاء آدم - عليه السلام - حين أُهْبِط (١). (١/ ٢٨٧)

١٣٩٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يَعْلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير- قال: قال الله لآدم: يا آدم، ما حَمَلَك على أنْ أكلت من الشجرة التي نَهَيْتُك عنها؟ قال: يا رب، زَيَّنَتْ لي حواء. قال: فإنِّي عاقبتها بأن لا تحمل إلا كُرْهًا، ولا تضع إلا كُرْهًا، ودَمَيْتها في كل شهر مرتين. قال: فَرَنَّتْ (٢) حواء عند ذلك، فقيل لها: عليك الرَّنَّة، وعلى بناتك (٣). (١/ ٢٩٠)

١٣٩٨ - عن أبي العالِيَة -من طريق الربيع بن أنس-: أنّ من الإبل ما كان أولها من الجن. قال: فأُبيحت له الجنة كلها إلا الشجرة، وقيل لهما: {لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}. قال: فأتى الشيطانُ حَوّاءَ، فبدأ بها، فقال: أنُهِيتُما عن شيء؟


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٧/ ٤٠٣ من طريق عبد الرزاق، عن سفيان. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق، وابن المنذر.
(٢) أي صاحَتْ، والرنَّةُ: الصوت، والصيحة الحزينة. لسان العرب (رنن).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء (٣٠٧)، وأبو الشيخ في العظمة (١٠٦٠)، والحاكم ٢/ ٣٨١، والبيهقي في الشعب ٥/ ٦٤، وابن عساكر ٦٩/ ١٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن منيع، وابن المنذر. وينظر: المطالب العالية (٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>